تبحث اللجنة العسكرية التونسية - الاميركية في اجتماع تعقده في تونس الشهر المقبل في آفاق تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الأمنية والعسكرية. وكان مقرراً ان تجتمع اللجنة في ايار مايو الماضي إلا ان اجتماعها ارجئ بطلب من الاميركيين ما اتاح لوزير الدفاع التونسي حبيب بن يحيى زيارة واشنطن في تموز يوليو الماضي واجراء محادثات مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين لدرس مشاريع لتطوير التعاون الثنائي في المجال العسكري. وأفادت مصادر مطلعة ان الاميركيين وافقوا على كل مطالب المساعدة التي قدمها التونسيون في اطار تنفيذ خططهم لتحديث القوات المسلحة وتطوير تجهيزاتها ومعداتها مما يدل على ان الدورة المقبلة السادسة عشرة ستتوج باتفاقات جديدة من الجانبين. وتجتمع اللجنة التي شكلت في العام 1981 مرة في السنة في احدى العاصمتين بالتناوب برئاسة وزيري الدفاع. وكانت عقدت دورتها الاخيرة في ربيع العام الماضي في واشنطن برئاسة بن يحيى ونظيره وليام كوهين ووضعت برامج لتطوير التعاون العسكري بين الجانبين. وأوضحت المصادر ان الاتفاقات التي سيكرسها الاجتماع المقبل للجنة المشتركة تشكل ثمرة للمحادثات التي اجراها بن يحيى اخيراً مع كل من رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدولية في مجلس النواب الاميركي ووكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية توماس بيكرينغ ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط مارتن إنديك وكذلك رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ. وكان قائد الاسطول السادس الاميركي الادميرال تشارلز ابوت اكد خلال زيارة لتونس العام الماضي ان "البلدين قطعا شوطاً كبيراً في تعميق تعاونهما العسكري خلال السنوات الاخيرة". وأفاد ان مجالات التعاون بين البحريتين التونسية والاميركية شملت "الابحاث البحرية والمسح الجيولوجي للبحار واعداد الخرائط واجراء التدريبات بما فيها ارسال ضباط تونسيين لمتابعة دورات تأهيل في الولاياتالمتحدة واستقبال فنيين من البحرية الاميركية في تونس لتدريب نظرائهم على استخدام تجهيزات متطورة". وكان الاسطول السادس اهدى احدى قطعه للبحرية التونسية في العام الماضي وهي سفينة ابحاث تستخدم في مجال درس اعماق البحار واجراء ابحاث علمية اخرى. وتعكس اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة التطور الذي شهدته العلاقات الثنائية في العام الجاري اذ زار تونس في الاشهر الاخيرة ثلاثة مسؤولين اميركيين هم مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط مارتن إنديك في آذار مارس الماضي ومساعدة وزير التجارة جوديث تراوز التي جاءت الى تونس في ايار على رأس وفد من رجال الاعمال والمستثمرين يمثلون اربع عشرة مجموعة صناعية اميركية تسعى للاستثمار في تونس ومساعد وزيرة الخارجية للشؤون الاقتصادية ستيوارت ايزنستات الذي طرح على المسؤولين التونسيين الذين التقاهم وفي مقدمهم الرئيس زين العابدين بن علي مشروعاً للشراكة الاميركية - المغاربية يشمل الغاء الحواجز الجمركية بين الولاياتالمتحدة وكل من تونس والمغرب والجزائر وتسهيل تدفق المبادلات بين المنطقتين.