لشبونة، الجزائر - أ ف ب - أكد الرئيس البرتغالي السابق ماريو سواريش أمس السبت في لشبونة ان البعثة الدولية التي زارت الجزائر أخيراً اطلعت على وقوع حالات "سوء معاملة وتعذيب وموت" تسببت فيها "السلطة الحاكمة في الجزائر". وقال ماريو سواريش في مقابلة مع اذاعة برتغالية إن البعثة اطلعت على حالات في الجزائر تعتبر فيها السلطة "مسؤولة عن اختفاء اشخاص، بعضهم من منازلهم والبعض الآخر من مكان عملهم وآخرون من الشوارع". وأكد ان هناك "انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان من قبل السلطة الحاكمة في الجزائر". إلا أن سواريش رأى مع ذلك ان "الخشونة والعنف الذي ترتكبه السلطة في الجزائر لا يمكن مقارنته بعنف الجماعات المتطرفة" التي "ترتكب ارهاباً أعمى من دون تبصر يذهب ضحيته الجميع وكأنها لعبة الموت". وأوضح الرئيس السابق ان منظمة العفو الدولية - التي اتهمت اعضاء البعثة الدولية بتبرئة النظام الجزائري في مجال حقوق الانسان - "لم تطلع ملياً على التقرير أو أنها وقعت تحت تأثير مواقف منحازة من داخل الجزائر". وذكر ماريو سواريش ان هذه المنظمة التي أكد مجدداً على "احترامه وتقديره لها" قد اعتبرته في 1968 "سجين العام" عندما أبعدته ديكتاتورية سالازار الى المنفى في ساو تومي وبرينسيبي. على صعيد آخر، أفادت صحيفة "لوسوار دالجيري" أمس السبت ان 11 شخصاً، من بينهم 7 إسلاميين و4 مدنيين قتلوا في أعمال عنف في الفترة ما بين الاربعاء والجمعة قرب العاصمة. وقد ذُبح اربعة مدنيين وحرقت جثثهم في واد جرّ 80 كلم غرب العاصمة ليل الاربعاء - الخميس. وكان الاشخاص الاربعة على متن سيارة عندما اوقفتهم جماعة اسلامية مسلحة في "حاجز مزيف". واضافت الصحيفة ان النساء الثلاث اللاتي كن معهم خطفن. ويعتبر سائقو السيارات الجزائريون المتوجهون إلى الغرب الجزائري منطقة واد جر الواقعة على الطريق رقم 4 في ولاية عين الدفلى أكبر هاجس لهم حيث غالباً ما تقيم هناك الجماعات الاسلامية المسلحة "حواجز مزيفة" وبالخصوص ليلاً ثم تغتال الركاب على رغم أن قوات الأمن أقامت مواقع لتأمين الطريق. وقتلت قوات الأمن، من جهة اخرى، أربعة إسلاميين مسلحين صباح الجمعة في موزاية 60 كلم غرب العاصمة، كما قتل فريق من فرق الدفاع الذاتي مدنيين تسلحهم السلطات ثلاثة اسلاميين آخرين ليل الاربعاء - الخميس في بّراقي في الضواحي الشرقية للعاصمة.