نفى المراقب العام لپ"الاخوان المسلمون" في سورية علي سعد الدين البيانوني وجود وساطة حالياً بين "الاخوان" والحكم في دمشق، معلقاً على أنباء صحافية أفادت ان أمين يكن، من قيادات "الاخوان" في سورية سابقاً، وفتحي يكن العضو السابق في مجلس النواب عن "الجماعة الإسلامية" في لبنان يقومان بهذه الوساطة في دمشق. وأكد البيانوني الذي تحدث إلى "الحياة" من عمّان حيث يقيم منذ سنوات "ان الاخوان ليسوا على علم بوساطة حديثة. ولا نتوقع ان يقوم الاخوان أمين يكن وفتحي يكن بوساطة كهذه من دون استيضاح رأينا". وكانت مصادر ديبلوماسية وعربية متطابقة ابلغت "الحياة" في دمشق ان السيدين يكن يقومان ب "دور الوسيط" بين الحكومة السورية وقادة "الاخوان"المقيمين في عدد من الدول العربية، وذلك ب"مبادرة شخصية منهما"، وان لقاءات عدة جرت لهذا الغرض في جدة. وافادت هذه المصادر ان "المؤشرات المتوافرة تدل الى استعداد قادة الاخوان الاعتراف بالخطأ" الذي ارتكبوه في الثمانينات بقيامهم بعمليات مسلحة في البلاد تضمنت اغتيال عدد من المفكرين والضباط العسكريين. وزادت ان المراقب العام للحركة البيانوني الذي تسلم في العام الماضي منصبه خلفاً للدكتور حسن الهويدي "يؤيد ذلك مع غيره من مجلس الشورى باستثناء عدنان سعد الدين المعارض لهذا التوجه، ما يترك احتمال حصول انشقاق في الحركة على خلفية هذا الموقف". لكن البيانوني نفى وجود اي وساطة. وعن موقف "اخوان" سورية من وساطة كهذه، قال: "إذا عرض علينا شيء جاد نعلن رأينا". وسبق لأمين يكن ان توسط بين الحكومة السورية و"الاخوان" قبل حوالى عامين، واجتمع مع قيادات "اخوانية" خلال الحج في 1996. ثم اجتمع معهم لاحقاً في عمّان بعد زيارة لدمشق. وقبل ذلك قام الشيخ الراحل عبدالفتاح أبو غدة بمحاولات مماثلة. والنتيجة الوحيدة التي انتهت إليها تلك المحاولات هي تأكيد استعداد "الاخوان" للمصالحة وعدم وجود اختلاف بينهم على هذا الموضوع. وعلى ما يبدو لم تتجاوب قيادة "الاخوان" مع العرض السوري امكان العودة للذين يعيشون في الخارج على أساس فردي فحسب، مما يعني اخضاع العائدين لتسوية أوضاعهم الأمنية من جهة وعدم الاعتراف بعملهم السياسي. وتعتبر المصادر العربية في دمشق ان وساطة سابقة للسيد امين يكن كادت تنجح لولا تشدد جماعة "الاخوان" ورفضهم "الاعتراف علناً بالخطأ مع انهم كانوا يعترفون في جلساتهم الخاصة باخطاء الماضي". وكانت ورقة داخلية في الحركة صدرت العام الماضي اعتبرت أن "الخطأ يقع على الطرفين" اي الحكومة و"الاخوان". وقالت المصادر ان "الموقف الحالي متقدم على السابق"، وان الحكومة تريد عودة الاخوان ك"افراد وليس كتنظيم سياسي"، في حين "تتطلع الحركة الى العودة كتنظيم يلعب دورآً سياسياً ربما يدخل الى "الجبهة الوطنية التقدمية"، وهي الائتلاف السياسي الذي يضم الاحزاب السياسية في سورية منذ العام 1972.