دعا المغرب الاممالمتحدة الى تسريع خطة الاستفتاء في الصحراء الغربية مبدياً استعداده لاجرائه في حينه. واعلن وزير الداخلية المغربي السيد ادريس البصري خلال اجتماع مع شيوخ القبائل الصحراوية والمراقبين المغاربة في لجنة تحديد الهوية في مدينة العيون، عاصمة المحافظات الصحراوية، مساء اول من امس ان "المعطيات الراهنة لعمليات تحديد الهوية توضح ان نتيجة الاستفتاء ستكون لمصلحة" الاعداد المتزايدة للسكان المتحدرين من اصول صحراوية الراغبين في الانضمام الى المغرب في قوائم الاستفتاء. لكنه اكد ان اتفاقات هيوستن التي رعاها الوسيط الدولي جيمس بيكر تعطي الحق لجميع الرعايا الذين تنطبق عليهم معايير تحديد الهوية التي اقرتها الاممالمتحدة للتسجيل في القوائم، وضمنها مجموعة من القبائل يقدر عدد افرادها بنحو 60 ألفاً. وعزا البصري الخلافات الموجودة على هذه القبائل الى "تذرع" جبهة "بوليساريو" بعدم وجود شيوخ من هذه المجموعات لتمثيلها في عمليات تحديد الهوية. واكد ان اتفاقات هيوستن واضحة في هذا المجال ويجب تنفيذها من دون تأخير. وسئل البصري عن المهمة التي سيقوم بها بيكر، فأجاب بأنها تهدف الى تحديد "المسؤول عن العراقيل التي تحيط بخطة التسوية. ومن جهتنا، فنحن جادون في الاعداد للاستفتاء الذي سيكون مصيرياً وسيؤكد مغربية المحافظات الصحراوية". وتوقع الاجتماع مع بيكر في غضون الاسبوعين المقبلين في لشبونة للبحث في الملفات العالقة التي لن تستغرق اكثر من شهر او شهرين "في حال الاتفاق على ادراج القبائل التي يوجد عليها خلاف في قوائم الاقتراع"، مما يعني ان الاستفتاء سينظم في اذار مارس او نيسان ابريل المقبلين على أبعد تقدير. وشدد البصري على ان المغرب "يريد تسريع ذلك، لانه متيقن من سلامة موقفه وشرعية حقوقه، وان نتائج الاستفتاء ستكون لمصلحته"، معلناً ان الاعداد لهذا الاستحقاق بدأ امس في العيون، من خلال تنظيم الآليات التي تضمن رصد التطورات. وكان المحافظ محمد عزمي ممثل الحكومة المغربية لدى "مينورسو"، اعلن في اجتماع مع الشيوخ ان المسجلين المنتسبين الى المغرب وصل عددهم الى 106 آلاف في حين ان عدد المسجلين في مخيمات تيندوف وصل الى 34 ألفاً، وفي موريتانيا خمسة آلاف، وقدر اعداد المنتسبين الى القبائل التي لم يسجلوا بعد ب 88 ألفاً. واكد البصري ارادة المغرب في التعاون مع الاممالمتحدة قائلاً ان "المغرب ظل يرصد التطورات منذ معاودة استئناف اعمال تحديد الهوية قبل نهاية العام الماضي"، وانه اتخذ موقفه الراهن لجهة الضغط من اجل تسريع موعد الاستفتاء لأنه لا يمكن ان ينتظر اكثر". لكنه رفض التعليق على تطورات الوضع الداخلي في الجزائر، وتأثير ذلك على تنفيذ الخطة السلمية. وقال ان موقف المغرب واضح من هذه التطورات، وانه "ذاهب الى الاستفتاء مهما كانت المواقف، لانه يريد انهاء المشكل في اسرع وقت ممكن، على اساس مضمون اتفاقات هيوستن" التي اعتبرها المرجعية القانونية والسياسية التي يلتزمها.