جدد المغرب عشية بدء الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان جولته المغاربية، التزامه بخطة التسوية في الصحراء الغربية، والعمل على الاسراع في وتيرة الترتيبات المتخذة من اجل تنظيم الاستفتاء في الآجال المحددة. وقال وزير الداخلية المغربي السيد ادريس البصري في لقاء امس مع شيوخ القبائل الصحراوية في مدينة العيون في الصحراء الغربية، ان المغرب متشبث بالمضي قدماً في ترتيبات الاعداد للاستفتاء المتوقع في كانون الأول ديسمبر العام المقبل. وزاد "ان المعطيات المتوافرة توضح ان نتيجة الاستفتاء ستكون لصالحه المغرب"، في اشارة الى النتائج المعلن عنها في شأن اعداد المسجلين في قوائم الذين يحق لهم المشاركة في الاستفتاء من المغرب الى مئة وستة آلاف شخص، في حين ان عدد المسجلين في مخيمات تيندوف بلغ 34 الفاً وفي موريتانيا خمسة آلاف. ولم يتم الحسم بعد في وضع قرابة 60 الف شخص ينتسبون الى ثلاث قبائل صحراوية متنازع في شأنها بين المغرب و"بوليساريو". وقالت المصادر ان البصري الذي قام برفقة وزير الاقتصاد والمال السيد فتح الله ولعلو ووزير الصيد البحري السيد الحبيب المالكي بزيارة مكوكية امس للصحراء الغربية بحث في موضوع اقامة اللاجئين الصحراويين الذين ترتب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ترحيلهم الى الصحراء الغربية بهدف المشاركة في الاستفتاء. وكانت عمليات احصاء اللاجئين الشهر الماضي اسفرت عن اعادة تسجيل 31 الف لاجئ في مراكز تجمع "بوليساريو" في تيندوف، واعادة تسجيل 23 الف لاجئ صحراوي في منطقة الزيورات ونواذيبو في موريتانيا. وتأتي زيارة الوفد الوزاري المغربي الى الصحراء الغربية في وقت ينتظر ان يصل فيه كوفي انان الى المغرب في بداية جولة تقوده الى عواصم بلدان شمال افريقيا حيث سيحاول الضغط لتسريع وتيرة خطة هيوستن برعاية الوسيط الدولي جيمس بيكر. وترقب الأوساط المغربية باهتمام زيارة كوفي انان للمنطقة "ليس باعتبار انها الأولى للمنطقة وانما لأن كوفي انان عندما يتحرك الى منطقة ما، تكون نتائج محادثاته حاسمة"، في اشارة الى تدخله في شباط فبراير الماضي لتسوية ازمة التفتيش عن الاسلحة بين العراق والأمم المتحدة. ويتوقع ان يتقدم أنان باجراءات للفصل في وضع ثلاث قبائل صحراوية متنازع في شأن احقيتها في التسجيل في القوائم بين المغرب وجبهة بوليساريو، وان يحسم في مسألة اعادة توطين اللاجئين الصحراويين المؤهلين للمشاركة في الاستفتاء. وقالت المصادر لپ"الحياة" انه الى جانب محادثان انان حول تفعيل خطة التسوية الدولية في الصحراء الغربية، من المقرر ان يبحث مع المسؤولين في عواصم شمال افريقيا تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط في ضوء تعثر تنفيذ اتفاق واي بلانتيشن، والازمة الجديدة بين العراق والأمم المتحدة، اضافة الى العقوبات المفروضة على ليبيا، والأوضاع في الجزائر. الى ذلك، دعت الاحزاب السياسية المغربية امس الى التشبث بمبدأ حق كل المتحدرين من اصول صحراوية في التسجيل في القوائم، ودعت الى مقاومة اي محاولات من شأنها عرقلة خطة تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية. وعزت الحركة الشعبية التي يتزعمها امحمد العنصر النزاع الواقع حول الصحراء الغربية الى "اطماع اجنبية" في المنطقة "ترمي الى التشويش على المغرب وصرفه عن بناء ذاته". ودعا الحزب المعارض "حكومة الجزائر الى معاودة النظر في موقفها، بخصوص الصحراء الغربية"، والتوجه الى خدمة شعبها "بدل احتضان الارهابيين وتسليحهم ضد المغرب". وأكدت الحركة الشعبية ان "المغرب سيبقى صامداً ضد أي عدوان على البلاد". اما حزب الاستقلال المشارك في الحكومة فدعا الى اتخاذ الحيطة ازاء "المكائد والمؤامرات التي تحاك ضد وحدة المغرب". ودعا الى التعبئة "لافشال مخططات الخصوم والدفاع عن وحدة البلاد".