تركزت المحادثات التي أجراها امس ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس بيل كلينتون ونائبه آل غور على العلاقات الثنائية المتينة بين الدولتين وعلى القضايا الاقليمية خصوصاً العراق والتحديات التي يشكلها قرار بغداد عدم التعاون مع لجنة "اونسكوم" والعلاقات مع ايران وعملية السلام التي اكد الرئيس الاميركي للامير عبدالله ان واشنطن ستبذل كل جهودها من اجل اعادتها الى مسارها. وبدأ الأمير عبدالله محادثاته مع الرئيس الاميركي ونائبه ظهراً، الى غداء عمل استمر حتى الثانية. وانتقلت المحادثات الى بلير هاوس قصر الضيافة الأميركي حيث ينزل الأمير عبدالله واستمرت حتى الرابعة بعد الظهر. وأعلن مسؤول في مجلس الأمن القومي امس ان هدف المحادثات تناولت كل القضايا التي تشملها "العلاقات الوثيقة" بين واشنطنوالرياض، وأبرزها المسائل الثنائية والوجود الاميركي في المنطقة وأمن الخليج والوضع في ايرانوالعراق والتحديات التي يشكلها الرئيس العراقي صدام حسين نتيجة عدم تعاونه مع لجنة "اونسكوم". وأكد المسؤول ان الادارة تؤيد كلياً الحوار القائم بين الرياض وطهران، وان البحث يتناول ايضاً عملية السلام وأفغانستان والارهاب والاوضاع الاقتصادية الدولية. وأشار الى ان موضوع النفط سيكون نقطة بحث كونه يشكل حجر اساس الاقتصاد الاقليمي. وسيعقد الأمير عبدالله محادثات مع كل من وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت التي ستقيم اليوم الجمعة على شرفه مأدبة غداء ويلتقي ايضاً وزير المال روبرت روبن ووزير الدفاع بالوكالة جون همري. وقالت مصادر في البيت الأبيض لپ"الحياة" ان الرئيس الاميركي "اكد لولي العهد السعودي ان الولاياتالمتحدة تعتبر السعودية احد اهم عوامل الاستقرار في المنطقة، منوهاً بالدور الذي تقوم به الرياض في احلال الأمن والسلام في الشرق الأوسط". وأشارت المصادر الى ان كلينتون "ابلغ الأمير عبدالله حرص الولاياتالمتحدة على بذل كل الجهود من اجل عمل ما يمكن عمله لاعادة عملية السلام في الشرق الأوسط الى مسارها الصحيح". من جهته وصف الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز السفير السعودي في واشنطن زيارة الأمير عبدالله ولقاءه الرئيس الاميركي وكبار المسؤولين في الحكومة الاميركية بأنهما "حدث تاريخي مهم على الصعيد الدولي والسياسي والاقتصادي". وأكد في تصريح الى "الحياة" ان السعودية والولاياتالمتحدة "تعولان على هذه الزيارة اهمية كبرى في مسار العلاقات بين البلدين"، ملاحظاً ان الاهتمام الاميركي بهذه الزيارة "فاق كل التوقعات، وهو دليل على تقدير الرئيس الاميركي وحكومته وشعبه للحكومة السعودية وشعبها". ومن المقرر ان يلتقي ولي العهد السعودي اليوم قيادات وأعضاء في الكونغرس اضافة الى لقاء مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت.