أجرى الرئيس بيل كلينتون وأمير دولة البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة محادثات شاملة في البيت الابيض ظهر امس، تركزت على الوضع في الخليج، وخصوصاً العلاقات مع كل من ايرانوالعراق وعملية السلام في الشرق الاوسط المرتكزة على الحل الشامل والعادل والدائم بموجب قراري مجلس الامن الرقم 242 و338 ومبدأ الارض في مقابل السلام وعلى ضرورة استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني. واعرب الزعيمان عن قلقهما للتفجيرات النووية الهندية والباكستانية وعن دعوتهما كلاً من نيودلهي واسلام آباد والدول الاخرى الى التوقيع على معاهدتي منع التفجيرات والحد من انتشار الاسلحة النووية من دون اي شروط. ورحب امير البحرين والرئيس كلينتون باللهجة المعتدلة التي تتسم بها التصريحات الايرانية منذ وصول الرئيس محمد خاتمي الى السلطة. وكان أمير البحرين بدأ امس زيارة رسمية للولايات المتحدة تنتهي اليوم الثلثاء واجرى محادثات مع وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ووزير الدفاع وليام كوهين. وأقام الرئيس كلينتون على شرف ضيفه البحريني مأدبة غداء عمل شارك فيها نائب الرئيس آل غور واولبرايت وكوهين ومستشار الرئيس لشؤون الامن القومي صموئيل بيرغر والوفد المرافق الذي ضم كبار الوزراء. ووجه الشيخ عيسى دعوة رسمية الى كلينتون لزيارة المنامة قبلها الرئيس على ان يحدد موعدها في وقت لاحق. وتأتي زيارة امير البحرينلواشنطن في وقت وصل الى المنطقة وفد اميركي رفيع المستوى يضم كلاً من وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية السفير توماس بيكيرينغ والنائب الاول لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد والش. وبدأ الوفد جولته بزيارة للأردن ومنه يتوجه الى المملكة العربية السعودية فدولة الامارات فالكويت. وقال مسؤول في وزارة الخارجية ان الهدف من الجولة اجراء مشاورات تتعلق بالوضع في الخليج، خصوصاً العراقوايران، ومسائل اقليمية اخرى. واضاف ان المسؤولين الاميركيين سيشرحان للمسؤولين الخليجيين سياسة الولاياتالمتحدة الدفاعية في المنطقة في ضوء خفض عدد القوات هناك عما كانت عليه قبل الازمة مع العراق في شباط فبراير الماضي. وزاد المسؤول ان بيكيرينغ سيؤكد استمرار سياسة الاحتواء المزدوج ورغبة واشنطن في ايجاد وضع مستقر يحول دون قيام الرئيس صدام حسين بافتعال ازمات بين الحين والاخر. وشدد بيان مشترك صدر عقب المحادثات بين الرئيس كلينتون وأمير البحرين على اهمية العلاقات بين واشنطنوالمنامة وعلى اهمية وجود "حدود مستقرة بين دول المنطقة والحاجة الى حل الخلافات الحدودية بالوسائل السلمية والمشروعة بشكل يكون مقبولاً" للاطراف المعنية. وقال البيان ان الجانبين بحثا في مسائل تهمهما خصوصاً "السلام والامن والاستقرار" في الشرق الاوسط، وتعهدا العمل معاً من اجل سلام عادل ودائم وشامل يرتكز على القرارين 242 و338 وعلى مبدأ الارض في مقابل السلام. وأضاف ان الجانبين بحثا ايضا في الجهود المبذولة حاليا لاحياء عملية السلام وانهما اتفقا على ضرورة تنفيذ كل طرف واجباته بموجب اتفاقي اوسلووواشنطن كأفضل وسيلة لتحقيق هذا السلام. وحض الجانبان على ضرورة استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني في اقرب وقت ممكن وأعربا عن دعمهما لتنفيذ قراري مجلس الأمن 425 و426 المتعلقين بالانسحاب الاسرائيلي الفوري غير المشروط من جنوبلبنان. وقال البيان ان الشيخ عيسى والرئيس كلينتون بحثا ايضا الوضع في الخليج "والتزامهما المشترك بالدفاع عن الامن في وجه التهديدات". ودعا الطرفان في البيان العراق الى تنفيذ كل قرارات مجلس الأمن تنفيذا كاملا وأعربا بوصفهما عضوين في مجلس الأمن عن دعمهما لمهمة لجنة اونسكوم. ولاحظا معاناة الشعب العراقي واتفقا على ان الحكومة العراقية تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه المعاناة. وراجع الجانبان باهتمام التطورات الأخيرة في إيران بعد وصول الرئيس محمد خاتمي إلى السلطة، ورحبا باللهجة المعتدلة في التصريحات الإيرانية وقالا إنهما يتطلعان إلى التقاء السياسة الإيرانية مع اللهجة المعتدلة الصادرة من طهران وإلى تحسن العلاقات الإيرانية مع الدول المجاورة ومع المجموعة الدولية. وأعرب الجانبان عن قلقهما المشترك من زيادة مخاطر سباق التسلح النووي في جنوب آسيا، ودعيا الهند وباكستان والدول الأخرى للتوقيع على معاهدتي الحد من انتشار الأسلحة النووية ومنع التجارب.