تجاهلت حكومة بلغراد قرار مجلس الأمن الذي طلب وقف النار فوراً في اقليم كوسوفو ومضت في عملياتها العسكرية على القرى الألبانية، رغم تحذيرات أميركية ووسط معارضة معلنة من موسكو للتدخل الدولي في كوسوفو. واعتبر ألبان كوسوفو القرار بأنه غير كاف ويوفر مجال الذرائع للرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش لمواصلة حملته العدوانية التي تهدف الى تغيير الطبيعة السكانية للاقليم. وقال مدير المركز الإعلامي لألبان كوسوفو أنور ماليوكي ل "الحياة" في مكالمة هاتفية من بريشتينا: "كنا ننتظر قراراً يضع حداً حاسماً للدمار والتشريد الذي تنفذه السلطات الصربية في كوسوفو". وأوضح ان القرار يتضمن بنوداً غير عادلة تساوي بين المعتدي والضحية "إذ يطلب من الألبان ومن دون حق، ادانة الارهاب والتخلي عن كل عنف ويدعو الدول الى اتخاذ خطوات لوقف وصول الامدادات الى المقاتلين في كوسوفو". ووصف ماليوكي هذه العبارات بأنها "أُدخلت في القرار بضغظ من روسيا كي تعمل على توزيع مسؤولية القتال بالتساوي بين المهاجمين الصرب والمدافعين الألبان". وحذر من أن يصبح الوضع في الاقليم أكثر مأساوية ويتعرض شعب بكامله الى الهلاك. وقال ان التأجيل في مواجهة التحدي الصربي، سيحد من اثر التدخل العسكري مع حلول فصل الشتاء. وعلى صعيد آخر، أفاد المسول الألباني ان الهجمات الصربية تصاعدت بعد صدور القرار. وشملت المناطق الشمالية الغربية من بريشتينا حيث يسمع دوي انفجارات القنابل وتشاهد النيران وأعمدة الدخان تتصاعد من ضواحي بريشتينا. وأشار الى أن أكثر من ثلاثة آلاف ألباني تركوا قراهم خلال اليومين الأخيرين وانتشروا في الغابات والجبال المجاورة "في ظروف بائسة ومن دون ان تصلهم أي مساعدات اغاثة". تحذير أميركي وكان الرئيس بيل كلينتون وجه مساء أول من امس تحذيرا جديدا للرئيس اليوغوسلافي سلوبودان داعيا اياه الى "العمل فوراً" من اجل وضع حد للعنف والقمع في كوسوفو. وذكّر كلينتون في بيان بان القرار الذي تبناه مجلس الامن يضع "بوضوح على عاتق الرئيس ميلوشيفيتش مسؤولية اتخاذ اجراءات ملموسة ضرورية من اجل تحاشي حصول كارثة انسانية ضخمة واعادة السلام الى المنطقة". واضاف ان "الولاياتالمتحدة وحلفاءها اخرجوا خطط الحلف الاطلسي من طور التخطيط الى طور التحضير العسكري. ومع اكثر من 250 الف مهجر كوسوفي ووصول الشتاء، يتوجب على ميلوسيفيتش ان يتحرك فورا لاحترام رغبة الاسرة الدولية". واعلن وزير الدفاع الاميركي وليم كوهين انه يتوجب على الحلف الاطلسي تهيئة قوات محددة لتنفيذ خطة تدخل عسكري في كوسوفو كي يظهر لبلغراد انه جدي في مطالبته بتحاشي حصول مأساة انسانية قوية هذا الشتاء. واوضح كوهين انه سيطلب من وزراء دفاع دول الحلف الاطلسي المجتمعين في منتجع فيلامورا بالبرتغال العمل على تفعيل خطط التدخل العسكري التي اعدت وتعيين قوات محددة لاحتمال وضعها موضع التنفيذ. معارضة روسية وحذرت موسكو من ان استخدام القوة لحل نزاع كوسوفو سيؤدي الى زعزعة الاستقرار في البلقان وأوروبا. وذكر بيان أصدرته الخارجية الروسية ان القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي لا يتضمن فرض عقوبات جديدة على بلغراد ولا يعطي الضوء الأخضر لاستخدام القوة. وفي اشارة الى احتمال لجوء حلف الأطلسي الى عمل عسكري ذكرت الخارجية الروسية ان مثل هذه الخطوة ستؤدي الى "مضاعفات سلبية طويلة الأمد على النظام الدولي الذي تمثل الأممالمتحدة محوره المركزي".