بعد احتضانها سنة 1967 للدورة الخامسة لالعاب بلدان حوض البحر الابيض المتوسط، تستعد العاصمة التونسية لاستضافة اول دورة متوسطية تقام في بداية القرن الجديد. وعلى الرغم من ان هذه الدورة تقرر اقامتها من 1 الى 15 ايلول سبتمبر اي بعد ثلاث سنوات من الآن، فان تونس حققت خطوات هامة وجادة استعداداً لها وذلك من خلال المبادرات والاجراءات التي اتخذتها اللجنة التونسية المنظمة للألعاب برئاسة عبدالحميد الشيخ. وكانت هذه الاجراءات والخطوات محل اشادة وتنويه من قبل اعضاء المكتب التنفيذي للجنة الدولية لالعاب المتوسط ورئيسها الفرنسي كلود كولار، الذي عبّر في تصريحات ادلى بها عقب اجتماعات المكتب التنفيذي ورؤساء اللجان الاولمبية المتوسطية، عن ارتياحه لما لمسه من جدية في الاستعدادات ومن حرص كبير لضمان اسباب نجاح دورة تونس لألعاب المتوسط 2001 والتي ينتظر ان تشهد حوالى 3500 رياضي و500 مدرب وفني وحكم واداري والف اعلامي. إشادة واشاد كولار بما يوليه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي من عناية واهتمام بهذه الالعاب، مشيراً الى ان حرص الرئيس على ضمان ممهدات نجاح الالعاب ومتابعته الشخصية لسير الاستعدادات يعدّ اكبر ضمان للجنة الدولية فيما يتعلق بنجاح الدورة الذي سيتزامن موعد اقامتها مع الاحتفالات بمرور 50 سنة على اقامة الدورة الاولى. جدير بالذكر ان الرئيس بن علي اكد في عديد المناسبات على الاهمية التي يوليها لألعاب المتوسط 2001 ولنجاحها حيث ترأس مجلساً وزارياً خصص للنظر في الاستعدادات وتوفير الوسائل الكفيلة بضمان نجاح هذه التظاهرة الرياضية الدولية. وفي هذا الصدد، ومن المبادرات التي اتخذها الرئيس التونسي وكانت محل اشادة من قبل رئيس واعضاء رئيس اللجنة الدولية لالعاب المتوسط وكذلك من جانب رئيس اللجنة الاولمبية الدولية، قراره ببناء قرية متوسطية تشتمل على 1000 شقة عصرية ستخصص لاقامة الرياضيين وذلك تمشياً وتجسيماً لفكرة واهداف اقامة الالعاب التي ترمي الى تدعيم اواصر الصداقة والمحبة بين شباب ورياضيي بلدان المتوسط. 21 رياضة و3500 رياضي والرياضات التي تم الاتفاق على ادراجها في برنامج الالعاب هي: العاب القوى والسباحة والملاكمة والجودو والمصارعة والرماية والجمباز والمبارزة والدراجات والكرة الحديد والغولف ورفع الاثقال والفروسية وكرة المضرب وكرة الطاولة والكاراتيه والقوارب الشراعية وكرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة وكرة اليد اضافة الى رياضة المعوقين العاب القوى والسباحة، وتبذل بعض الاطراف محاولات لادراج رياضات اخرى ضمن برنامج الالعاب منها بالخصوص كرة الماء والتجديف. وشرعت اللجنة الفنية التابعة للجنة التونسية المنظمة للالعاب في اعداد البرنامج الزمني اليومي لمختلف المسابقات والرياضات وهو البرنامج الذي سيتم بحثه خلال الاجتماع المشترك الذي ستعقده اللجنة الفنية التابعة واللجنة الدولية لالعاب المتوسط مع اللجنة الونسية المنظمة للألعاب في نهاية شهر تشرين الثاني نوفمبر في العاصمة التونسية. مدينة رياضية اولمبية عصرية وخلافاً للدورات السابقة التي اقيمت في اليونان سنة 1991 ومنطقة لانغيدوك روسيون الفرنسية 1993 وفي مدينة باري الايطالية 1997، فان اللجنة التونسية المنظمة للالعاب قررت اقامة اغلب مسابقات الدورة في العاصمة تونس وضواحيها، على ان تقام تصفيات دورة كرة القدم في مدينة سوسة وصفاقس وبنزرت وتونس، ودورة كرة السلة في نابل ودورة الغولف في مدينة الحمامات، وهو اجراء رحبت به اللجنة الدولية لالعاب المتوسط وكذلك لجان الاولمبية المتوسطية المشاركة التي كانت عانت الكثير من جراء اقامة المسابقات في اماكن عديدة وبعيدة عن بعضها البعض. ولاقامة مختلف المسابقات والتظاهرات واضافة للمنشآت الرياضية المتوفرة وخاصة المدينة الرياضية الواقعة في منطقة المنزة احدى الضواحي الشمالية للعاصمة تونس، قرر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بناء مدينة رياضية اولمبية عصرية في منطقة رادس، جنوب العاصمة تونس. ويشتمل هذا المركب الرياضي الذي أُطلق عليه اسم "مدينة السابع من نوفمبر الرياضية" على ملعب تتسع مدارجه المغطاة لايواء 60 ألف متفرج، كما يشتمل المركب الرياضي الجديد على ملعب لالعاب القوى 10 آلاف متفرج ومسح اولمبي، وينتظر ان يقع بناء قاعة رياضية وكذلك مركز اعلامي من اعلى طراز. ويعتبر الملعب الاولمبي النواة الرئيسية للمدينة الرياضية الجديدة حيث سيكون القلب النابض لدورة المتوسط 2001 اذ سيحتضن اهم التظاهرات انطلاقاً من حفل الافتتاح وصولاً الى المباراة النهائية لدورة كرة القدم وحفل الاختتام. ويقع الملعب الجديد على بعد اقل من 10 كلم من العاصمة تونس وسط اطار طبيعي خلاب ويمتد على مساحة 166 هكتاراً ويحتوي على طابق سفلي يتسع لحوالى 26 الف متفرج، في حين يمكن للطابع العلوي للمدرجات استيعاب اكثر من 25 الف متفرج وذلك اضافة الى المقصورة الشرفية ومنصة رجال الاعمال. وللمعوقين نصيبهم من الاماكن المخصصة لهم والتي تفوق 200 مقعد. وستكون ارضية الملعب طبقاً لآخر المواصفات الدولية وسيشتمل على مجموعة من المطاعم والمشارب اضافة الى مركز اعلامي عصري وثلاثة ملاعب فرعية خاصة بالتدريب ومركز طبي سيتوفر فيه كل مايلزم لتعهد الحالة الصحية للاعبين والحكّام. مختبر المنشطات وبمبادرة من اللجنة التونسية المنظمة للألعاب وهي المبادرة التي لاقت الدعم والتأييد من قبل اللجنة الدولية لألعاب المتوسط ينتظر ان يقع تركيز مختبر خاص بمراقبة تناول المنشطات وسيكون هذا المختبر في صورة انجازه اول مركز لمراقبة تناول المنشطات يقع اعتماده في افريقيا والعالم العربي. وكان موضوع انجاز هذا المختبر الطبي محور المقابلة التي جرت بداية تموز يوليو الماضي في مقر اللجنة الاولمبية الدولية بمدينة لوزان السويسرية بين رئيس اللجنة الاولمبية الدولية خوان انطونيو سامارانش وعبدالحميد الشيخ رئيس اللجنة التونسية المنظمة للألعاب. اكد سامارانش بهذه المناسبة دعمه لاقامة هذا المركز واعطى توجيهاته للجهات المختصة في اللجنة الاولمبية الدولية لمساعدة اللجنة التونسية على انجاز هذا المشروع الهام. التغطية الاعلامية واولت اللجنة التونسية المنظمة للألعاب الجانب الاعلامي اهمية كبرى، حيث اعدت اللجنة الاعلامية التابعة لها خطة عمل تهدف مزيد التعريف بألعاب المتوسط وضمان افضل وسائل العمل والاقامة والنقل لرجال الاعلام الذين سيتولون تغطية اول العاب متوسطية تقام في القرن الجديد. وفي هذا الصدد سيتم تركيز مركز اعلامي رئيسي تتوافر فيه افضل واحدث وسائل العمل والاتصال وكذلك مركز اعلامي ثانوي في الفندق الرئيسي الخاص برجال الاعمال الى جانب مجموعة من المراكز الاعلامية الثانوية سيتم تركيزها في مختلف الملاعب والقاعات التي ستقام فيها المسابقات. وخلافاً للدورات السابقة والتي لم تحظ بتغطية تلفزيونية هامة فان تغطية اغلب المسابقات والتظاهرات قد شرعت بجد في اعداد العدّة لذلك بتدعيم وتحديث وتجهيزاتها. وسيتم انجاز هذا الجهد الاعلامي المنتظر بالتعاون والتنسيق بين اللجنة الاعلامية التابعة للجنة التونسية المنظمة للألعاب والوكالة التونسية للاتصال الخارجي ومؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية واللجنة الاعلامية التابعة للجنة الدولية لالعاب المتوسط. جدير بالذكر ان البلدان الاعضاء في اللجنة الدولية لألعاب المتوسط والتي تشارك في هذه الالعاب هي 7 عربية تونس والمغرب والجزائر والجماهيرية الليبية ومصر ولبنان وسورية و14 اوروبية فرنسا وايطاليا واسبانيا وتركيا واليونان وقبرص وموناكو ومالطا والبوسنة والبانيا وكرواتيا وسلوفانيا ويوغوسلافيا وسان مارينو. اما الاعضاء العرب في المكتب التنفيذي للجنة الدولية لالعاب المتوسط فهم سميح المدلّل سورية والبشير الطرابلسي الجماهيرية وصلاح الدين بالي تونس ومنير ثابت مصر ومصطفى العرفاوي الجزائر.