ضربت قطر باستضافتها «خليجي 17» اكثر من عصفور بحجر واحد لعل أهمها تأكيد قدراتها على احتضان اكبر استحقاق رياضي آسيوي يتمثل بدورة الالعاب الآسيوية بعد سنتين بالتحديد التي سيشارك فيها اكثر من عشرة آلاف رياضي. وتصدت قطر في الاعوام العشرة الاخيرة لاستضافة احداث وبطولات دولية وعالمية كبيرة في كرة المضرب وألعاب القوى وكرة اليد وكرة القدم وكرة الطاولة والسكواش والغولف وغيرها، وكونت سمعة طيبة جدا في مجال التنظيم، واتت دورة كأس الخليج السابعة عشرة مع الالعاب المصاحبة في اليد والسلة والطائرة لتعكس مدى التطور الذي وصلت اليه في هذا المجال. وستكون قطر اول دولة عربية وثاني دولة من غرب اسيا بعد ايران تنظم الاسياد. وقبلت قطر التحدي وحولت اقتراح انضمام ألعاب الى كرة القدم في دورات الخليج الى واقع ملموس، فاصرت على تنظيم بطولات في السلة واليد والطائرة لاختبار قدراتها جيدا بوجود عشرات المئات من الرياضيين وافراد الاجهزة الفنية والاداريين والاعلاميين على ارضها تمهيدا لحدث ثان بعد عام في دورة العاب غرب آسيا ثم في «اسياد 2006».والجواب القطري جاء مبهرا جدا خلال حفل افتتاح «خليجي 17» حيث ظهرت فيه العديد من الافكار الخلاقة التي نالت اعجاب «اهل الخليج» بالدرجة الاولى الذين يولون اهمية خاصة لبطولتهم ويعتبرون انها كانت ميلادا لنجومهم وكوادرهم ودافعا وراء بناء منشآتهم الرياضية.واكد الشيخ سعود بن عبد الرحمن امين عام اللجنة الاولمبية القطرية ومدير «خليجي 17» في حديث الى وكالة «فرانس برس» حرص قطر على تقديم الافضل واختبار قدراتها قبل الاسياد بقوله «الامر الاساسي الذي نود ان نعبر عنه هو اننا اردنا احداث نقلة نوعية في دورات كأس الخليج وتساءلنا لماذا لا تكون على اعلى مستوى من الناحية التنظيمية والاعلامية وما شابه؟». وتابع «نحن فخورون بوجود ثماني دول خليجية تتنافس على ارضنا، فدائما ما تكون قطر محط الانظار لدى تنظيمها اي دورة، وبتوجيهات من المسؤولين اردنا اثبات اننا قادرون على تقديم الافضل والجديد دائما من الناحية التنظيمية».وتحدث الشيخ سعود عن «تسهيلات تكنولوجية في «خليجي 17» عبر خدمة الانترنت والمراكز الاعلامية ونظام خاص للاحصاءات وتجهيزات حديثة«، مشيرا الى «وجود نحو 1200 صحافي في الدوحة لتغطية فعاليات الدورة». وقام بتغطية «خليجي 16» في الكويت نحو 600 اعلامي واعتبر الرقم في حينها قياسيا بالنسبة الى دورات الخليج. وعلق مدير الدورة على ذلك قائلا «ان دورة الخليج التي انطلقت عام 1970 كانت نقطة البداية التي اوصلتنا الى العالمية، فجميع المنشآت التي بنيت كانت لاستضافة دورات الخليج، كما طورت الاداء الاعلامي والاداري والتدريبي، انها دورة نعتز بها ولذلك نعتبر ان اي عدد من الصحافيين لا يكفي لتغطية فعالياتها». واعتبر الشيخ سعود الدورة الحالية خير اعداد لاسياد 2006 «حرصنا ان نختبر قدراتنا التنظيمية ومنشآتنا قبل الاسياد، فمنذ انطلاق دورات الخليج كان التركيز على ملاعب كرة القدم فقط، اما الان فلدينا صالات مغلقة مجهزة على اعلى مستوى لالعاب اليد والسلة والطائرة ستستعمل في الالعاب الاسيوية ولذلك ارادت قطر تحويل فكرة رؤساء اللجان الاولمبية باقامة اولمبياد خليجي مصغر منذ 12 عاما الى واقع باطلاق الالعاب المصاحبة». واشار الى وجود «افكار لانضمام بعض الالعاب الفردية لاحقا الى الدورات الخليجية والى ان استمرار الالعاب المصاحبة متروك لرؤساء اللجان الاولمبية في اجتماعهم المقبل في كانون الثاني/يناير في البحرين«، معتبرا انها «تجربة يجب ان تستمر».وخرج الاجتماع التنسيقي للجنة المنظمة للالعاب الاسيوية والمجلس الاولمبي الاسيوي على هامش «خليجي 17» مثمرا جدا حيث اكد الاخير «ارتياحه للاستعادادات القطرية وما تم انجازه حتى الان خصوصا تشييد المنشآت التي ستقام عليها الالعاب والقرية الاولمبية «الاسيوية» التي ستكون جاهزة في الموعد المحدد لها». وظهرت علامات التجديد في المنشآت القطرية خصوصا في ملعب السد الذي شهد حفل الافتتاح ويبدو كتحفة عصرية مبنية على طريقة الملاعب الانكليزية القريبة مدرجاتها من ارض الملعب والذي يتسع لنحو 16 الف متفرج.