الاميركية جاكي جوينر كيرسي ظاهرة فريدة في دنيا الرياضة... بدأت مشوارها كلاعبة كرة سلة في فرق المدارس والجامعات، ثم أعطت كل حياتها لالعاب القوى حتى صارت انجح امرأة في تاريخ ام الالعاب قبل أن تعتزل العام الحالي بعد ان اتجهت مجدداً الى كرة السلة. جاكي هي المرأة الاولى في التاريخ التي كسرت احتكار الرجال عام 1988 عندما فازت بجائزة أحسن رياضي في العالم التي تمنحها مجلة"سبورتنغ نيوز" الاميركية سنوياً منذ عام 1968. الغريب ان الاطباء استبعدوا قدرة هذه البطلة على ممارسة اي نشاط رياضي عندما اكتشفوا مبكراً اصابتها بأزمة صدرية وضيق شديد في التنفس من المجهود الزائد او الروائح الغريبة... لكن جاكي تحدت المرض واكملت المشوار الى القمة وحققت من الانجازات ما يجعلها جديرة بمكان بين احسن 50 رياضياً في القرن العشرين مع الكبار محمد علي كلاي ومايكل جوردان وبيليه.. والطريف انها وضعت صور هؤلاء النجوم الثلاثة في منزلها ووزعتها بين الغرف الثلاث التي اكتظت بالكؤوس والميداليات والجوائز. البداية كانت عام 1980 عندما حصلت جاكي على منحة دراسية من جامعة اوكلا بسبب تفوقها في كرة السلة.. ولم تلعب جاكي مع الفريق سوى عام واحد وتفرغت بعدها مباشرة لممارسة العاب القوى، وكان بوب كيرسي مدرب فريق الجامعة لالعاب القوى فاكتشف موهبتها في جرى المسافات القصيرة والوثب الطويل. وفي مشاركتها الاولى في بطولة الجامعات الاميركية عام 1982 احرزت اللقب وسجلت رقماً قياسياً، وكررت ذلك عام 1983. ودفع بوب كيرسي لاعبته الصاعدة لممارسة المسابقة السباعية هبتاتلون التي تتطلب شمولية ضخمة من اللاعبة في مسابقات العدو والوثب والقفز والرمي. وتكرر نجاح جاكي عندما فازت في عام 1984 ببطولة الولاياتالمتحدة للسباعية في مشاركتها الاولى وسجلت 6126 نقطة، ونالت شرف تمثيل بلادها في دورة لوس انجليس الاولمبية، وتسبب نقص الخبرة في حصولها على الميدالية الفضية بدلاً من الذهبية. وسجلت جاكي الرقم القياسي الاميركي للوثب الطويل عام 1985، وكان استقرارها الاجتماعي عام 1986، بزواجها من مدربها بوب كيرسي، نقطة انطلاق بالغة الاهمية، ووهبت حياتها للرياضة برفضها الحمل والانجاب حتى يوم اعتزالها لتعطي النموذج الاول في الايمان بالرياضة... ومن 1986 وحتى 1996 لم تتوقف جاكي عن تحقيق الانجاز تلو الآخر. بدأت بالفوز بذهبية دورة النوايا الحسنة في موسكو للسباعية واصبحت اول سيدة في العالم تتخطى حاجز 7000 نقطة. وسجلت 7148 نقطة ثم 7158 نقطة بعد 25 يوماً فقط في هيوستن. وفي آب اغسطس 1987 عادلت جاكي الرقم العالمي للوثب الطويل للالمانية هايكي دريشلر وسجلت 45،7 أمتار. ونالت جاكي ذهبيتي الوثب الطويل والسباعية في دورة سيول الاولمبية 1988. لاحقتها عين الحسود عام 1989 وحرمتها الاصابات العنيفة من المسابقات.. وتحدث الجميع عن اعتزالها.. ولكنها عادت بقوة الى المركز الاول في التصنيف العالمي للسباعية، واحرزت ذهبية دورة برشلونة الاولمبية للسباعية عام 1992، وكررت تفوقها الكبير بالفوز بذهبية السباعي في بطولة العالم عام 1993 في شتوتغارت، واكملت انتصاراتها بالفوز ببطولة الجائزة الكبرى 1994، وحرمتها الاصابة من اكمال السباعية في دورة اتلانتا الاولمبية 1996. ولأنها كانت الدورة الاخيرة في مشوارها ضغطت جاكي على عضلاتها المصابة وشاركت في مسابقة الوثب الطويل وتقهقرت الى المركز السادس في الترتيب قبل محاولتها الاخيرة.. واذا بالاميركية المخضرمة 34 عاماً تثب 7 أمتار وتحقق المركز الثالث. وعادت جاكي، عاشقة الرياضة، الى لعبتها الاولى عندما التحقت بفريق ريتشموند ديغ لكرة السلة عام 1997 كلاعبة وتفرغت لعملها الاداري مع الفريق، وقد أسست جمعية خيرية اجتماعية قبل اعتزالها تحت اسم "مؤسسة جاكي جوينر كيرسي للخدمات الانسانية في سانت لويس". وتنظم الجمعية 26 سباقاً سنوياً تحت اسم سباقات افون النسائية للعدو في 10 مدن اميركية و16 مدينة في اوروبا واميركا الجنوبية والوسطى واسيا واستراليا. أرقام وانجازات - حصلت على جائزة جيمس سوليفان التذكارية لأحسن رياضي في الولاياتالمتحدة عام 1986 وتمنحها جمعية الرياضيين الهواة الاميركية . - تملك الرقم القياسي للسباعي 7291 نقطة، وسجلته يومي 23 و24 ايلول سبتمبر 1988 في نهائيات دورة سيول. - رصيدها 3 ذهبيات اولمبية وواحدة فضية واخرى برونزية في 4 دورات متتالية. وهي الرياضية الوحيدة في التاريخ التي فازت بميداليات في 4 دورات. - حصلت على 4 ذهبيات في بطولات العام 87 و91 و1993. - لم تخسر في المسابقة للسباعية من 1985 الى 1991 وفازت في 14 دورة متتالية.