إنها رابعة النهار عند قمة جبلية متّصلة بسلسلة ال «أنديز». تألقت الشمس بدفء معتدل. هبّت الريح بتؤدة، لكنها لم تكن بطيئة. أحس بوب بيمون بيد الريح تدفعه من الخلف، وفق كلماته لاحقاً، حين خفّ بجسده المعتدل الصقيل ليركض المسافة القصيرة التي يفترض أنها تسبق القفزة الأخيرة في مسابقة الوثب الطويل. اندفع الأميركي بيمون بأكثر حتى مما توقّع، بل أحسّ بأنه يطير. لم تلمس قدماه الأرض إلا بعد أن تخطى 8.90 متر. سجّل هذا الرقم القياسي باسم بيمون في دورة الألعاب الأولمبية في «نيومكسيكو» عام 1968. لم يستطع الجسد البشري تخطي هذا الإنجاز لمدة 23 عاماً، بل إنه ما زال الرقم الأولمبي بعد ما يزيد على أربعة عقود على تسجيله! هل يتمكن بطل ما في أولمبياد لندن 2012 من تحطيم هذا الرقم؟ إذا لم يحصل هذا، يصمد إنجاز بيمون 4 سنوات أخرى، على مضامير الأولمبياد. ثمة أرقام تدفع للتأمل في مسألة الحدود القصوى للجسم البشري في الرياضة. ولم تستطع الأجساد النسوية تجاوز إنجاز الأميركية فلورنس غريفيث جوينر في عام 1988، عندما استطاعت تحقيق رقم قياسي في ركض المئة متر خلال الدورة التجريبية للألعاب الأولمبية في أميركا، ثم سجّلت رقماً عالمياً في المئتي متر (21.34 ثانية) ورقماً قياسياً أولمبياً في ال100 متر (10.62 ثانية)، أثناء مشاركتها، حينها، في دورة «سيول» في كوريا الجنوبية. في تلك الدورة عينها، جمعت الأميركية جاكي جوينر - كيرسي بين تسجيل رقم قياسي عالمي في مسابقة السُباعية (7.29 نقطة)، ورقم أولمبي في الوثب الطويل (7.40 متر). ما زال الإنجاز العجائبي للاعبة الجمباز الرومانية نادية كومانتشي، حين كانت في الرابعة عشرة من عمرها، صامداً منذ دورة مونتريال (كندا) 1976. وحينها، سجّلت كومانتشي 10 أداءات ممتازة جمعت فيها 7 نقاط ممتازة. في دورة موسكو 1980، التي قوطعت على نطاق واسع احتجاجاً على الغزو السوفياتي أفغانستان، سجّلت العدّاءة السوفياتية ناديزدا أوليزازنكو رقماً قياسياً ما زال صامداً، عندما قطعت 800 متر عدواً في 1.53.43 دقيقة. ورمت الألمانية الشرقية القرص لمسافة 22.41 متر، وبقي رقمها قياسياً أولمبياً. واستطاع السوفياتي ألكسندر ميلينتيف تحقيق 581 إصابة بالمسدس، مسجلاً رقماً عالمياً ما زال قياسياً. وما زال الربّاع الإيراني حسين رضا زادة حاملاً الرقمين القياسيين الأولمبي والعالمي في رفعة النتر (263.5 كيلوغرام)، كما سجّل رقماً قياسياً في مجموع رفع الأثقال (472.5 كيلوغرام)، في دورتي سيدني (2000) وأثينا (2004). وعلى رغم شهرة إيطاليا في أساليب الدفاع في لعبة كرة القدم، فهي صاحبة الفرق الأولمبية التي حققت أكبر مجموع فوز في الدورات الأولمبية (32 مباراة من أصل 61)، كما سجّلت العدد الأكبر من الأهداف وهو 125 هدفاً.