يحتل نجم ألعاب القوى الاميركي كارل لويس مكاناً متقدماً بين أحسن الرياضيين في القرن العشرين، ويضعه الكثيرون في الصدارة مع الملاكم محمد علي كلاي ونجم السلة مايكل جوردان ولاعب الكرة الفذ بيليه. هو النجم الاول وبلا منازع في العاب القوى على مر العصور، ورصيده من الميداليات الذهبية والأرقام القياسية والانجازات لا يمكن مقارنته بأي رصيد آخر. ويزيد نجاح كارل لويس قدراً وقيمة أنه بقي على عرش بطولات العالم 14 عاماً متصلة من 1983 إلى 1996، كان خلالها دائماً انموذجاً للسلوك الرياضي الممتاز. ولا ينسى أحد المشهد التاريخي له في ملعب سيول الاولمبي وهو يعدو خلف منافسه الكندي بن جونسون ليصافحه ويهنئه بفوزه بذهبية سباق 100 متر برقم عالمي جديد. وكان كارل ثانياً خلفه في السباق مسجلاً أحسن رقم في حياته، وإزاء سلوكه الممتاز أهدته الأقدار تلك الذهبية بعد اكتشاف تعاطي منافسه بن جونسون العقاقير المنشطة. نجاح اسطوري أخذه والده وعمره 10 سنوات فقط للقاء النجم الاميركي الفذ جيسي أوينز، صاحب الذهبيات الأربع في دورة برلين الاولمبية 1936، وأكد له أن ابنه كارل يتميز بالسرعة الخارقة وطلب منه النصيحة ليصبح ابنه خليفة لجيسي، فقال له الاخير: "استمتع برياضتك". ونفذ كارل النصيحة جيداً، واصبح الرياضي الأول عالمياً لسنوات طويلة. بداية النجاح كانت مع خطوة هائلة في دورة لوس انجليس الاولمبية 1984، حيث حذا حذو اوينز وفاز باربع ذهبيات في 100 متر 96،9 ث و200 متر 80،19 ث، رقم أولمبي جديد والبدل 4 مرات 100م 83،37 ث، رقم اولمبي جديد والوثب الطويل 54،8م بفارق 30 سنتيمترا عن أقرب منافسيه. وفي اولمبياد سيول 1988، احتفظ كارل لويس بذهبية الوثب الطويل 72،8م، ولكنه جاء ثانيا في سباق 100م خلف بن جونسون الذي سجل 79،9 ثوان مقابل 92،9 ث لكارل... ولم يدم فوز بن جونسون سوى ساعات وسحبت منه الذهبية وعادت الى لويس، واصبح أول عداء في التاريخ يحرز ذهبية سباق 100 متر في دورتين متتاليتين. وفي اولمبياد برشلونة 1992، لم ينجح كارل في تجارب اختيار المنتخب الاميركي ضمن سباقي 100 و200 متر وشارك في الوثب الطويل فقط، وتمكن من إحراز ذهبية الوثب للمرة الثالثة على التوالي 67،8 متر واستفاد من اصابة زميله تيم ويذرسبون قبل سباق البدل 4 مرات 100م فحل محله وقاد الفريق الى الفوز بالذهبية 40،37 ث، رقم عالمي جديد. وأكمل كارل انجازه في اولمبياد اتلانتا 1996 بعد أن تجاوز سن الخامسة والثلاثين، ولم يتمكن من التأهل لمسابقتي 100 و200 متر، وبفارق 3 سنتيمترات فقط تأهل للوثب الطويل، ولم يتجاوز كارل لويس حاجز 8 أمتار في المسابقة الأخيرة التي خاضها قبل الدورة مباشرة فاستبعده الخبراء من قائمة المنافسين على الذهبية. لكن كارل لويس أثبت وجوده في الدور الاول وسجل أحسن رقم ومقداره 29،8 متر، وحقق المفاجأة في الدور النهائي عندما وثب 50،8 م وفاز بالذهبية ومتفوقاً بفارق 21 سنتيمتراً على منافسه الجامايكي جيمس بيكفورد، بينما تراجع مايك باول صاحب الرقم العالمي الى المركز الخامس. واحتفظ كارل بذهبية الوثب الطويل للمرة الرابعة على التوالي مكرراً انجاز مواطنه آل اورتر في رمي القرص أربع مرات. ويحتفظ الملايين من عشاق الرياضة باللقطة النادرة لكارل لويس وهو يجمع جزءاً من الرمال التي استقبلته في مضمار ملعب اتلانتا لحظة فوزه بذهبية الوثب الطويل. أرقام وأعوام - من مواليد الأول من تموز يوليو 1961 في مدينة برمنغهام الاميركية بولاية الاباما. - نشأ في اسرة متوسطة متيمة بالرياضة... حققت شقيقته كارول العديد من الألقاب في العدو والوثب الطويل. - طوله 188 سنتيمتراً ووزنه 80 كيلو غراماً... حصل على شهادة في الآداب من جامعة هيوستن، ومثل دائماً نادي سانتا مونيكا. - رصيده في الدورات الاولمبية 9 ميداليات ذهبية وواحدة فضية، ورصيده في بطولات العالم 8 ميداليات ذهبية وواحدة فضية، ومجموع ذهبياته في المسابقتين يشكل رقماً قياسياً في تاريخ ألعاب القوى. - يملك أكبر عدد من مرات النزول تحت حاجز 10 ثوان في سباق 100 متر، وأكبر عدد من مرات تخطي حاجز 50،8 متر في الوثب الطويل. - حرمته سرعة الريح من تسجيل رقم اسطوري في سباق 100 متر وهو 78،9 ث في تموز يوليو 1988 في انديانا بوليس خلال التجارب الاميركية الاولمبية. - حقق 69 فوزاً متتالياً في الوثب الطويل من 1981 إلى 1991، وهي أطول فترة نجاح لأي نجم ألعاب قوى في التاريخ، وكانت خسارته الأولى في بطولة العالم 1991 في طوكيو أمام مواطنه مايك باول الذي سجل رقمه العالمي 95،8 م. - سجل كل الارقام القياسية الاميركية لسباقات 100 و200 متر والبدل 4 مرات 100 و4 مرات 200 م والوثب الطويل. - حصل على جائزة جيمس سوليفان الاميركي التذكارية لأحسن لاعب في العالم عامي 81 و1992 وبفارق زمني 11 عاماً وهو حدث فريد. - اختارته صحيفة "ليكيب" الفرنسية اليومية الشهيرة للفوز بلقبها كأحسن رياضي في العالم ثلاث مرات أعوام 83 و84 و1992. - نال جائزة جيسي اوينز لأحسن انجاز رياضي اميركي عام 1985. - دخل قاعة المجد الاميركية لنجوم ألعاب القوى عام 1993 ولنجوم الرياضة الاميركيين عام 1997. - أعلن اعتزاله رسمياً عام 1998 وتفرغ لإدارة مؤسساته الاقتصادية والرياضية والخيرية.