النجمة السداسية المحظورة في الاتحاد السوفياتي تزيّن الآن صدور شبان كثيرين يركبون السيارات الفارهة ويترجلون منها عند بوابات البنوك الكبرى والمؤسسات الحكومية او قرب واحد من المعابد اليهودية التي يزداد عددها في موسكو. وبعدما كان الحديث عن هيمنة اليهود محصوراً في الاوساط القومية الروسية اصبح اليهود جزءاً من هموم اليهود انفسهم. نشرت صحيفة "اراومنتي اي فاكتي" الاسبوعية الاوسع انتشاراً رسالة وجهها الاديب اليهودي المعروف ادوارد توبول الى كبار الصيارفة اليهود وطلب منهم ان "يتبرع كل واحد ببليون او اثنين" لانقاذ روسيا من محنتها والحفاظ على سلطتهم. وذكر توبول الذي ألّف روايات تاريخية انه كان ينوي وضع كتاب عن اهم شخصية في روسيا اواخر القرن الحالي، بعدما اصدر مؤلفات عن ليونيد بريجنيف وبوريس يلتسن وغيرهما من القادة الذين تربعوا على عرش الكرملين. واختار لبطولة روايته الجديدة البلونير بوريس بيريزوفسكي الذي يعد واضع سيناريوات "انقلابات القصر" ومحرّك الدمى على المسرح السياسي. وأورد توبول مقاطع من حوارات اجراها مع "العرّاب"، وقال له خلالها ان اليهود مهددون بتضييع "فرصة تصدف مرة كل الف عام" بعدما تمكنوا للمرة الاولى خلال عشرة قرون من اقامتهم في روسيا من ان يحصلوا على السيطرة الفعلية في البلد". واعتبر بيريزوفسكي، حامل الجنسية الاسرائيلية سابقاً، بأن "السلطة المالية هي فعلاً في ايدي اليهود". لكنه قال ان كبار اصحاب المال "لم يفكروا بالمسؤولية التاريخية" بل اقتصروا على رصد الظاهرة وتسجيل "اختلال التوازن". واشار الى ان الصيارفة اختاروا من بينهم واحداً حرصوا على ان يكون روسياً ليغدو ممثلهم في السلطة "ولكن ذلك لم يسفر عن شيء" وفقد فلاديمير بوكانين موقعه كنائب لرئيس الوزراء. وقدم بيريرزوفسكي تفسيراً لسبب سيطرة اليهود على المؤسسة المالية موضحاً ان الروسي "لا يعتمد وينسحب من اللعبة بعد اول خسارة … فيما لدى اليهودي الارادة وهو قادر على ان ينهض بعد خسارة". ويرى توبول ان اليهود "كانوا الاقرب الى الكعكة" عند انهيار الاتحاد السوفياتي لكنه حذّرهم من ان الامتناع عن استخدام اموالهم وسلطتهم لخدمة البلد الذي يعيشون فيه سيكون "عملية انتحارية". وذكّر بمصير الصيارفة اليهود في المانيا الذين قال انهم لم يكونوا يفكرون في شيء سوى الاثراء والهيمنة على السلطة فأدى ذلك الى مجزرة جماعية. واشار الى ان الاثرياء اليهود قد يركبون طائراتهم الخاصة ليغادروا روسيا في حال حصول اضطرابات. لكنه حذر من انهم في هذه الحال "لن تكون لديهم السيطرة على مقاليد السلطة والاقتصاد" في البلد، ودعاهم الى "مساعدة الشعب الذي نعيش بينه والذي يعاني من الفقر والبطالة". ولوحظ ان وسائل الاعلام التي يسيطر عليها بيريرزوفسكي ورئيس المؤتمر القومي اليهودي فلاديمير غوسينسكي بدأت حملة ضد الحكومة الجديدة على رغم ما ذكر من ان لرئيسها يفغيني بريماكوف اصولاً يهودية. وكان زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف دعا رئيس الوزراء الى تشكيل وزارة تمثّل "التنوع القومي" في روسيا وذلك في اشارة واضحة الى ضرورة تقليص عدد اليهود فيها. ولوحظ ان المناقلات الاخيرة في الديوان الرئاسي ادت عملياً الى خفض نسبة اليهود الذين كانوا يشكلون 40 - 50 في المئة من العاملين فيه. وعلى رغم ان بيريرزوفسكي خسر معركته الاولى ولم يفز مرشحه فيكتور تشيرنوميردين برئاسة الحكومة، الا ان "العراب" لم يتراجع وبدأ الآن حملة جديدة ضد حليفه السابق الرئيس بوريس يلتسن، واعلن اخيراً ان "زمانه ولّى"، لكنه قال ان انسحابه "مرهون بايجاد البديل". واشار الى ان ابنة الرئيس ومستشارته تاتيانا، التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع بيريرزوفسكي "تفهم" ضرورة التغيير. وهذا التصريح قد يحدث صدعاً في عائلة الرئيس التي ذكر ان بيريرزوفسكي مسؤول عن "ادارة اموالها".