همّان يثقلان هامة كأس العرب السابعة لكرة القدم التي تفتتح اليوم في الدوحة. الاول هو الحرارة التي تناطح الأربعين درجة مع رطوبة عالية... سيمسح المتفرج العرق وهو يجلس في المدرجات متأففاً، لكن ماذا سيفعل اللاعب على العشب الأخضر؟ التنفس الطبيعي مستحيل، واللعب على إيقاع واحد غير ممكن، والغلبة ستكون لمن اعتاد خوض المباريات في هذا الجو القاتل. وعليه، يعتقد الكثيرون أن اللقب لن يفلت من أحد المنتخبات الخليجية الأربعة وهي قطر والسعودية والكويت والإمارات! العنصر الخططي سيكون في المقام الثاني بعد العنصر البدني لأن تنفيذ الأول لا يتم إذا لم يتوافر الثاني. من هذا المنطلق لن تكون هناك مسابقة رفيعة المستوى فنياً بكل تأكيد، وتوفير الجهد لإتمام المباراة سيكون هماً في حدا ذاته. وفي آخر المباريات التجريبية لمنتخب ليبيا، مثلاً، وكانت أمام الإمارات في أبو ظبي، تقدم بپ"العافية" بهدف واحد في الشوط الأول ثم خسر بهدف مقابل خمسة مع نهاية اللقاء. وقبل ذلك تقدم على البحرين بهدفين ثم تعادلا وقد نقل اثنان من لاعبيه الى المستشفى لصعوبات في التنفس... وأغلب الظن أن منتخبات ليبيا ولبنان والجزائر والمغرب والسودان ومصر والأردن لن تثبت أكثر من شوط واحد "ومن يتلقى العصي غير الذي يحصي عددها". وما يسري على المتفرجين واللاعبين يسري على الحكام أيضاً. وخلال اجتماعه بالحكام قال رئيس لجنة الحكام العرب وآسيا العميد فاروق بوظو: "عليكم الابتعاد عن البلادة وأن تواكبوا السرعة التي فرضت نفسها على كرة القدم الحديثة". ويعرف العميد أنه في مثل هذا المناخ الخليجي ستكون صفة السرعة بمثابة أحجية لدى الجميع. أما الهمّ الثاني فهو يتمثل باشراك مصر والمغرب والجزائر بمنتخباتها الأولمبية وليس بمنتخباتها الأولى خلافاً لما تفرضه نصوص المسابقة! ويحتد الأمين العام للإتحاد العربي عثمان السعد، ويستنكر ما حصل... ذلك أنه كان بمقدور المنتخبات الأخرى أن ترفض اللعب أمام منتخبات أولمبية أو ألا تُعتمد نتائج مباريات المنتخبات الأولمبية المشار اليها. وقد سأل السعد رئيس لجنة الحكام فاروق بوظو: "لو فاز منتخب مصر الأولمبي مثلاً على منتخب سورية فماذا سيحصل؟". وأجاب بوظو مازحاً: "لو فاز المنتخب المصري الأول لما كانت هناك مشكلة، وإذا فاز المنتخب الأولمبي فربما يطير رأس الإتحاد السوري لكرة القدم"! وأوضح السعد "سنتجاوز مخالفات مصر والمغرب والجزائر ولن نخذل همة القطريين في استضافة البطولة، لكننا لن نطلق على كل من منتخبات مصر والمغرب والجزائر المتواجدة معنا إسم المنتخب الأولمبي". متى سيتقيد المسؤولون العرب جميعهم بالنصوص؟ الأمر صعب بالتأكيد، والإلتزام غير ممكن في غياب الإلزام. فالبطولة إقليمية، ولو كانت قارية لاختلف الأمر طبعاً... ومع ذلك، يبدو أن الإتحاد العربي لن يستكين، وهو جاهد لإقامة جميع بطولاته السنوية وغير السنوية بطريقة منتظمة، ولذا سيحيي خلال تشرين الثاني نوفمبر المقبل لجنة التنسيق الأفرو - آسيوية التي تضم أعضاء من الإتحاد هم أنفسهم أعضاء في الإتحادين الآسيوي والإفريقي للعبة، ومهمتها برمجة المسابقات القارية بطريقة تفسح في المجال منح الإتحاد العربي شهراً في العام الواحد، على دفعتين، لإقامة مسابقاته... فمن يلبي النداء؟