وجه ثمانون نائباً في البرلمان الايراني مذكرة "تنبيه" الى وزير الثقافة والارشاد الاسلامي عطاء الله مهاجراني تطالبه ووزارته بالعمل على وضع حدّ ل "الانفلات الاعلامي الذي يهدد عقائد الشعب وايمانه". ويتردد ان البرلمان يتهيأ لاستجواب مهاجراني تمهيداً لحجب الثقة عنه خصوصاً بعدما وجّه مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي بنفسه تحذيرات علنية وشديدة للمشرفين والمسؤولين عن السياسة الثقافية والصحافية في البلاد بأنه سيتخذ اجراءات عملية اذا استمر هذا "النزيف". كذلك شدد رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي اكبر ناطق نوري على ان ايران تتعرّض ل "مؤامرتين"، مؤامرة من الخارج تستهدف استقلال البلاد وأمنها القومي، في اشارة الى توتر المناخ مع حركة "طالبان" الافغانية و"من وراءها"، ومؤامرة من الداخل تستهدف "الهوية الدينية" لنظام الجمهورية الاسلامية، واشار الى "حرية الصحافة التي يريد البعض استغلال عنوانها للقضاء على القيم المعنوية والثورية للنظام". يُذكر ان محكمة الثورة كانت اصدرت قراراً الاسبوع الماضي بوقف صحيفة "توس" المعتدلة عن الصدور واعتقال مشرفين ومحررين رئيسيين فيها. واعتُقل بالفعل اربعة منهم، ولا يزال مديرها العام محسن سازكارا خارج السجن لوجوده خارج البلاد في ماليزيا. ووجه سازكارا رسالة الى بعض صحف طهران عبر الفاكس اكد فيها انه سيعود الى ايران، لكن زوجته اوضحت فيما بعد انه تعرّض ل "نكسة صحية في القلب" تستلزم بقاءه للمعالجة وتضمنت رسالته الى الصحافة معاني تلامس التحدي والاصرار على النهج الاسلامي والسياسي الذي ميّز مطبوعات شركة "المجتمع" التي تنشر "توس". ويبدو ان قضية وزارة الارشاد ستشكل محور اهتمام الرأي العام في المرحلة المقبلة. وفي ظل ظهور انتقادات لاذاعة لقرار السلطة القضائية ملاحقة الصحف والصحافيين وحتى كتاب المقالات اذا رأت في ما يُكتب اخلالاً بالقانون او تهديداً ل "المصلحة العامة" قالت صحيفة "رسالت" المحافظة إن من اعتقلوا من صحيفة "توس" سيحاكمون بتهمة "تهديد الامن القومي والمصلحة العامة للبلاد"، وهي تهمة تعرّض صاحبها لعقوبة قاسية اذا دانته محكمة الثورة. لكن الاتحاد العام لاتحادات جامعات ايران، المؤيد للرئيس سيد محمد خاتمي، ناشد خاتمي التدخل وعدم تجاهل ما يمكن ان يكون للتطورات السياسية من انعكاسات "سلبية وخطيرة" على الرأي العام. ويبدو ان المحافظين مصرّون على مواجهة "الانفلات والافراط في الحريات الصحافية"، ولم يتأخر زعيم التيار المحافظ في البرلمان ناطق نوري في وصف ما يجري من تطورات على الصعيد الثقافي والاعلامي بأنه "مؤامرة تستهدف الابعاد القيمية والمعنوية لنظامنا باسم الحرية والقضاء على الهوية الدينية لنظام الجمهورية الاسلامية". وختم حديثه امام النواب بكلمات لا تخفي دلالاتها السياسية والاجرائية المتوقعة بالتأكيد اذ قال ان البرلمان "سيكون مستعداً كعادته لمواجهة أي مؤامرة تستهدف استقلال البلاد او تهدد هوية النظام"، في اشارة قد تُفسّر "التنبيه" الذي وجهه 80 نائباً معظهم من المحافظين لمهاجراني ويلبي المبادرة التي قام بها عناصر "حزب الله" الجمعة الماضي على هامش تشييع الديبلوماسيين الايرانيين، وهي نقش عريضة على قطعة ضخمة من القماش تطالب البرلمان بحجب الثقة عن مهاجراني