افتتح وزير الاقتصاد الدكتور محمد العمادي مساء امس "المركز التجاري العراقي" في مدينة "معرض دمشق الدولي" في حضور المدير العام لدائرة العلاقات الخارجية في وزارة التجارة العراقية السيد فاروق العبيدي وعدد من المسؤولين والتجار السوريين بينهم رئيس اتحاد غرف التجارة الدكتور راتب الشلاح. ورفعت في المركز التجاري صورتان للرئيسين السوري حافظ الاسد والعراقي صدام حسين اضافة الى علمي البلدين. وبذلك يعود اول بناء عراقي الى العمل بعد اغلاق دام 18 سنة، علماً ان مبنيي السفارة والخطوط الجوية العراقيين مغلقان منذ بداية الثمانينات بسبب القطيعة الديبلوماسية بين دمشق وبغداد. وكان وزير التجارة العراقي الدكتور محمد مهدي صالح افتتح "المركز التجاري السوري" في الثالث من الشهر الجاري. وجاءت هاتان الخطوتان بعد انطلاق التطبيع بين الطرفين في ايار مايو العام الماضي. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان جهود الجانبين "تتركز حالياً على تطوير العلاقات التجارية، وان فتح المركزين اللذين يعود تأسيسهما الى بداية الستينات، يساهم في تعزيز الاتصالات بين التجار لعقد صفقات في اطار القرار 986 النفط للغذاء، في ضوء عدم وجود علاقات ديبلوماسية". وكانت الاتصالات السابقة تجري عبر السفارة السورية في نيويورك او القاهرة او عبر السفارة العراقية في عمّان ما آدى الى عرقلة الصفقات التجارية بين البلدين. وكان الدكتور العمادي اجتمع مساء اول امس الى العبيدي في حضور الدكتور الشلاح وكبار موظفي وزارة الاقتصاد وبحث معه في "سبل تعزيز التعاون التجاري بين البلدين". واشارت المصادر الى ان التجار السوريين اشتكوا في لقاء مع الوفد العراقي امس في غرفة التجارة من "انخفاض حصة العقود السورية في المرحلة الرابعة من مذكرةالتفاهم الى نحو 18 مليون دولار اميركي بعدما كانت قيمة العقود في المرحلتين الثانية والثالثة 47 و38 مليون دولار على التوالي". واوضحت المصادر ان الوفد العراقي "المح الى ان هذه المشكلة تحل عبر العلاقات الديبلوماسية، وان الجانب السوري اشار الى ان المركزين التجاريين سيحلان المشكلة والى ان الاتصالات الهاتفية المباشرة الموجودة كافية حالياً لذلك". يذكر ان العراق طلب رسمياً اكثر من مرة استئناف العلاقات الديبلوماسية التي ترى سورية ان الوقت لا يزال باكراً لاتخاذ خطوة كهذه، لأنها حريصة على علاقاتها مع دول الخليج العربي. وفي هذا المجال، قال الدكتور الشلاح ان سورية استطاعت تحسين العلاقات التجارية مع العراق من دون خسارة علاقتها مع الدول الخليجية. واوضح مسؤول سوري "اننا نريد جلب العراق الى الساحة العربية". وحض الجانب العراقي التجار السوريين على الخر وج من اطار الدواء والغذاء الى "ميادين مساندة للعمل التجاري مثل اقامة وكالات لشركاتهم في العراق وفتح مكاتب تجارية لانه مع مرور الوقت وزيادة التعاون يجب ان يكون هناك تمثيل للمتابعة وتحديد الفرص وتحديد الوقت الزمني". ونقلت المصادر عن العبيدي قوله: "يجب ان لا يقتصر العمل على مذكرة التفاهم لأنها زائلة والعلاقات في هذا الاطار لا تخلق علاقات تجارية ذات طابع استراتيجي ولا تخلق تكاملاً اقتصادياً نخطط له على المدى البعيد".