باريس - أ ف ب - بعد عمليات تبييض اموال المخدرات، تحولت سرقة وتهريب السيارات خلال بضع سنوات الى صناعة حقيقية تدر عائدات كبيرة، تنفذها شبكات دولية تسيطر عليها المافيات، وتسعى الشرطة فى انحاء العالم الى مكافحتها. هناك حوالي مليوني سيارة تسرق كل عام في اوروبا، ويعثر على اكثر من نصفها بقليل، في مقابل 6،1 مليون سيارة في الولاياتالمتحدة. وفي محاولة لمواجهة ما تحول الى تجارة رائجة، ولتنسيق تحرك اجهزة الشرطة في العالم اجمع، تنظم الشرطة الدولية انتربول بعد غد الاثنين في صوفيا بلغاريا مؤتمرا يستمر ثلاثة ايام ويضم ممثلين لاجهزة الشرطة ولشركات التأمين ولوكالات تأجير السيارات. وقالت الانتربول في تقرير ان سرقة السيارات جريمة "ذات هامش ربح كبير واحتمال قليل لخطر التوقيف والادانة، وتحولت الى مجال استغلال لعصابات الجريمة المنظمة". وفي فرنسا، حيث يقدر حجم عمليات سرقة السيارات بسبعة مليارات فرنك سنوياً، تتمكن الشرطة كل عام من القضاء على نحو عشرين شبكة محلية ودولية. وسجل عدد السيارات المستخدمة في العالم قفزة كبيرة خلال السنوات العشر الماضية، وارتفع معه عدد حالات السرقة. واوضحت الانتربول ان من بين العوامل المساعدة على السرقة السوق الاوروبية الموحدة وتفكك الكتلة الشيوعية تعتبر دول اوروبا الوسطى والشرقية من اكبر مستقبلي السيارات المسروقة وتطوير شبكة الطرق في الدول النامية. واضافت ان اكثر الدول تاثرا هي تلك التي تمتلك صناعة سيارات مثل الولاياتالمتحدة وكندا وجنوب افريقيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا والمانيا. ولا تستثني عمليات السرقة اي سيارة، لكن بعضها مرغوب اكثر ، مثل سيارات الدفع الرباعي المطلوبة في الدول النامية، والسيارات الفاخرة خصوصاً المرسيدس والبي ام دبليو التي تلقى اقبالاً شديداً. وبعض هذه السيارات الفاخرة التي يوصى عليها مسبقاً رصد اثناء شحنه الى المشترين جواً. اما الشبكات العادية فتستخدم الطرق والسفن والمستوعبات مع شهادات منشأ مزورة. ويتم احيانا تفكيك السيارات المسروقة ونقلها قطعاً. ولكي لا يتم التعرف اليها يتم اعادة تركيب بعض السيارات عبر خلط أجزائها من سيارات عدة مفككة. وتسعى الانتربول للرد على هذه الظاهرة الى تحسين تبادل المعلومات بين اعضائها وتوفير وسائل كشف متطورة. ويجري حالياً تطوير قاعدة معطيات دولية عن السيارات المسروقة.