أنهى وليّ العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز زيارته الرسمية الى فرنسا، أمس، بزيارة الى "معهد العالم العربي" حيث استقبله رئيسه كميل كابانا. وصدر بيان مشترك سعودي - فرنسي أكدّ تصميم البلدين على تطوير وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وضع أسسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس الفرنسي جاك شيراك. وأشار البيان الى ان هذه الشراكة تحققت في تعميق التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والامنية. كما عبّر الجانبان عن قلقهما الشديد ازاء المأزق المستمر لعملية السلام في الشرق الاوسط. وأعادا التأكيد على المبادئ والأسس التي استندت اليها عملية السلام خصوصاً "مبدأ الأرض مقابل السلام" ومقررات مجلس الامن ذات الصلة. وعبّرا عن مساندتهما للجهود الاميركية الهادفة الى احياء المفاوضات على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي. ودعيا الى استئناف المفاوضات على المسار السوري - الاسرائيلي وتطبيق القرار 425 المتعلق بلبنان. وتحدث شيراك مع الامير عبدالله بشأن المبادرة الفرنسية - المصرية لعقد مؤتمر دولي لتحريك عملية السلام، وأبدى ولي العهد السعودي اهتمامه وتقديره للدوافع والنيات المخلصة الكامنة وراء هذا المقترح، واتفقا على مواصلة المشاورات "من منطلق حرص الجانبين على استمرار عملية السلام". وأعرب الجانبان عن أسفهما البالغ ازاء قرار الحكومة العراقية تعليق تعاونها مع اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة، وأهابا بحكومة العراق الامتثال لقرار الأممالمتحدة الأخير 1194 الداعي الى استئناف التعاون بين هذه اللجنة والحكومة العراقية. ودعا البلدان العراق الى الالتزام بتنفيذ جميع قرارات مجلس الامن ذات الصلة اذ ان هذا هو "السبيل الوحيد لازالة العقوبات وانهاء معاناة الشعب العراقي". وأبديا حرصهما على استقلال العراق وسيادته ووحدته الاقليمية. وأعربا عن "انشغالهما ازاء الوضع الانساني للشعب العراقي وتعاطفهما معه". وأعرب البلدان عن "ادانتهما الشديدة للارهاب بكل أشكاله وصوره ومهما كانت مصادره وعن ارادتهما التضامن في مكافحة الارهاب"، كما أكدا أهمية تحقيق هذه الغاية في اطار "عمل دولي موحّد". وجدد الرئيس شيراك تأكيد التزام فرنسا المساهمة في أمن منطقة الخليج، وتأييده الاجراءات التي تتخذها دول مجلس التعاون الخليجي لضمان امنها واستقرارها. وكرّر تأكيد تصميم فرنسا الثابت على التعاون مع المملكة العربية السعودية والدول الصديقة للتصدّي لأي تهديد من شأنه ان يمسّ سلام هذه المنطقة وأمنها. وكان وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين عقد جلسة محادثات مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل، الذي أعلن عقب المحادثات أن فرنسا والسعودية اتفقتا على تحديد "جدول زمني" لاجراء محادثات تسفر عن "شراكة استراتيجية" بين البلدين. وحمّل اسرائيل مسؤولية الجمود القائم على صعيد مسيرة السلام في الشرق الاوسط، مشيراً الى أن الولاياتالمتحدة تبذل ما في وسعها لايجاد مخرج. وأشار فيدرين الى أن زيارة الأمير عبدالله "شكّلت محطة قوية في تطوّر العلاقات وتعزيز الروابط القائمة بين البلدين". وخلال مأدبة العشاء التي أقامها رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان على شرف الامير عبدالله أشار الاخير في كلمة ألقاها الى اعتزازه بتنامي العلاقات بين البلدين. إلا أنه أضاف: "ينتابني أحياناً شعور بأن أوساط الرأي العام لا تستند في معرفتها عن المملكة وشعبها الى مصادر جيّدة تمدها بالحقائق والمعلومات الموثوقة". أن إظهار الصورة الحقيقية لكلا البلدين له تأثيره في خدمة مصالحنا المشتركة، وهذا يستدعي منّا توفير الظروف التي تهيئ لنا التعرّف أكثر الى بعضنا بعضاً ليبنى التعامل بيننا على أسس سليمة وحقائق راسخة". وغادر الامير عبدالله باريس بعد ظهر امس الى المغرب. واعلن في الرباط مساءً انه وصل الى مطار الدار البيضاء حيث كان في استقباله ولي العهد المغربي مولاي محمد. ويمضي ولي العهد السعودي يومين في المغرب ثم يتوجه الى المحطة التالية في جولته، الولاياتالمتحدة.