فقد منتخب مصر لكرة القدم جزءاً من بريقه "الذهبي" بعد أن قدم عرضاً متواضعاً في لقائه الودي الذي خاضه أمام منتخب ساحل العاج وانتهى صفر-صفر على ملعب القاهرة الدولي أمام 40 ألف متفرج، في أول ظهور له منذ احرازه كأس الأمم الافريقية في بوركينا فاسو قبل نحو 7 شهور، مع أن مدربه محمود الجوهري أشرك المجموعة نفسها التي انتزعت كأس القارة السمراء. وفقدت المجموعة التجانس وحيوية اللعب لأن المنتخب وضع في "ثلاجة الاحتفالات" فترة طويلة، وكان أسوأ ما في المنتخب المصري، الذي اغضب جماهيره الكبيرة، هم نجومه المحترفون الخمسة ياسر رضوان ومدحت عبدالهادي واحمد حسن وعبدالستار صبري وحازم إمام. وكان الأخير في أدنى حالاته الفنية، وكان واضحاً أنه يدفع غالياً ثمن جلوسه الدائم على دكة الاحتياطيين في نادي اودينيزي الايطالي منذ عامين تقريباً. ألى ذلك، مارس عبد الستار صبري المحترف في تيرول النمساوي هوايته في اللعب النرجسي وحب إظهار الذات وارتكب حماقة كبرى في بداية الشوط الثاني عندما تعمد ضرب احد مدافعي ساحل العاج واستحق الطرد مباشرة. لعب المنتخب المصري بطريقة جديدة وهي 4-3-2-1 من دون ظهير حر ليبيرو، وظل حسام حسن رأس الحربة الوحيد في عزلة تامة عن زملائه ولم يشكل أي عبء على الدفاع المنافس، وبالتالي فقدت مصر أهم مفتاح للفوز. ورغم فشل الحرس القديم، لم يجرؤ الجوهري على اعطاء الفرصة للعناصر الجديدة، باستثناء المهاجم علاء ابراهيم لاعب الاهلي الجديد الذي اشترك في الشوط الثاني بدلاً من حازم إمام الذي احزن مستواه كل المصريين واشترك ايضاً طارق مصطفى وياسر ريان بدلاً من محمد صبري ومحمد عمارة. وكان منتخب ساحل العاج الطرف الأكثر جدية وخطورة، وهدد مرمى عصام الحضري مرات ومرات وجميعها من شبه انفرادات اهدرها باكايوكو وكوناتا. وارتكب باكايوكو ايضاً حماقة مثل عبد الستار صبري، واعتدى من دون كرة على محمد يوسف فأجبر الحكم الدولي المصري جمال الغندور على طرده في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول. وعلى مدار 45 دقيقة من زمن الشوط الثاني، تابع آلان غوامينيه حارس ساحل العاج المباراة كمتفرج بعد أن ندر وصول الكرة إليه، فيما انهالت القذائف تجاه مرمى الحضري، وكان المنتخب الضيف الأفضل في كل شيء برغم النقص العددي، فنال استحسان وتشجيع الجماهير المصرية التي خرجت تتعجب من مستوى بطل افريقيا.