نفذ الجيش السوداني حملة واسعة في الخرطوم لنزع اسلحة فصائل جنوبية وقعت اتفاق سلام مع الحكومة السودانية، وذلك بعد تكرار حوادث العنف المسلح في العاصمة بين هذه الفصائل. وقال مصدر أمني سوداني لپ"الحياة" ان الحملة تمت بعلم كبار المسؤولين الجنوبيين وشملت منازلهم ومكاتبهم وأسفرت عن العثور على كميات كبيرة من الاسلحة غير المرخصة. واستمرت عمليات البحث التي شاركت فيها قوات مدججة بالسلاح طوال ليل الاربعاء وصباح يوم امس الخميس. ويعد النزاع المسلح المستمر بين "قوات الدفاع عن جنوب السودان" بقيادة رئيس مجلس الجنوب الدكتور رياك مشار وقوات "الفصيل المتحد" التي انشقت عن مشار بقيادة الكوماندور باولينو ماتيب سبباً في عدد من الاشتباكات التي وقعت في العاصمة وقتل فيها عدد من الجنوبيين. وسمحت السلطات للقوات التي تخلت عن حركة التمرد وأيدت اتفاق السلام بالعودة الى البلاد بكامل عتادها، في مسعى الى تطمينها في ظل عدم الثقة القائم، الا ان انتشار السلاح في العاصمة اثار انتقادات واسعة في اوساط السكان واعضاء البرلمان. وأفادت تقارير ان اشتباكات وقعت اثناء الحملة خصوصاً بين قوات مشار والجنود الذين شاركوا في اعمال التفتيش. وقال القائد أليجاهون من "قوات الدفاع" ان الجنود صادروا مسدسات عندما دهموا منزله امس وان وحدتين من الجنود طلبتا تفتيش منزل مشار. واضاف ان الجنود غادروا الموقع عندما منعهم حراس مشار الا انهم عادوا بعد وقت قصير وفتشوا المنزل ونزعوا سلاح الحراس. وشمل التفتيش منازل عدد من القياديين بينهم وزير الري لام أكول ونائب رئيس التنظيم الحاكم الدكتور لورانس لوال وباولينو ماتيب واسماعيل كوني. وتركزت اعمال التفتيش في احياء يقطنها الجنوبيون مثل الكلاكلة والجريف والحاج يوسف.