شكك محللان نفطيان بامكانات لجوء منظمة "اوبك" الى اجراء خفض جديد للانتاج في حين حذرت دراسة متخصصة من ان اسعار النفط قد تبقى ضعيفة السنة المقبلة ما لم تلتزم "اوبك" كليا باتفاقي خفض الانتاج. وقال مدير دار الوساطة "درسدنر كلينوورت بنسون" في لندن مهدي فارازي ل "الحياة" ان "الامل الوحيد امام منظمة اوبك هو التزامها كليا قرار خفض الانتاج ليس لسنة واحدة فقط بل حتى نهاية 1999 لان الطلب على نفط اوبك سيكون ضعيفا في تلك الفترة". واضاف: "هناك تكهنات بحدوث جولة ثالثة من خفض الانتاج لكني شخصيا اشك بذلك لانه يبدو ان اوبك غير مستعدة لخفض جديد خصوصا المملكة العربية السعودية...واذا ما حدث واعلنت السعودية عن استعدادها لخفض الانتاج مرة اخرى، فساكون مندهشاً جداً". وتحملت السعودية وهي اكبر منتج للنفط في العالم الجزء الاكبر من الخفوضات في انتاج الدول من داخل "اوبك" وخارجها اذ وافقت على تقليص انتاجها بنحو 725 ألف برميل يوميا اي بنسبة 8.3 في المئة من اجمالي حصتها. واشارت دراسة لمركز دراسات الطاقة الدولية في لندن الى ان السعودية، التي تسيطر على ربع احتياط النفط في العالم، ابدت التزاما اكبر من معظم الدول المنتجة الاخرى باتفاقي خفض الانتاج. و قدرت الدراسة الانتاج الفعلي ل "اوبك" في تموز يوليو بنحو 27.55 مليون برميل يوميا مقارنة مع 28.12 مليون برميل يوميا في حزيران يونيو الماضي. واستمر انتاج المنظمة بالانخفاض بعد ذلك ما يشير الى التزام اكبر من جانب الدول الاعضاء باتفاقي الخفض. وقالت الدراسة ان نسبة التزام "اوبك" زادت على 66 في المئة لكن الخفض قابله زيادة في انتاج العراق اذ وصل الى 2.28 مليون برميل يوميا في تموز يوليو الماضي مقابل 2.02 مليون برميل يوميا في حزيران يونيو. وذكرت ان "الكرة الان في ملعب اوبك... واذا ما ارادت ان تدفع الاسعار الى الاعلى السنة المقبلة عليها الالتزام تماما بالاتفاقين لخفض 2.6 مليون برميل يوميا وقد يساعدها في ذلك شتاء بارد في النصف الشمالي من الكرة الارضية وبدء انتعاش الاقتصاد الياباني وتباطؤ النمو في انتاج الدول الاخرى". واضافت: "ان عدم الالتزام الكلي قد يؤدي الى انخفاض اكبر في الاسعار وان افضل ما تأمله اوبك السنة الجارية هو تثبيت الاسعار عند مستواها الحالي ما يعني خسارة في الايرادات تقدر بنحو 60 بليون دولار". واستبعد مدير مركز دراسات الطاقة الدولية فاضل شلبي حدوث اي تحسن في الاسعار في الاشهر المقبلة بسبب عدم الالتزام الكلي بخفض الانتاج وضعف الطلب وارتفاع المخزون الدولي وطاقات الانتاج في عدد من الدول داخل "اوبك" وخارجها. واعرب عن اعتقاده بان ذلك يتطلب جولة ثالثة من خفض الانتاج لسحب الفائض من السوق لكنه شكك بامكانية حدوث خفض جديد. وقال ل "الحياة" "لنأخذ على سبيل المثال السعودية... فسياستها المعلنة وغير المعلنة منذ ثمانية سنوات هي انها لن تخفض انتاجها الى اقل من ثمانية ملايين برميل يوميا اي انها غير مستعدة للعودة الى دور المنتج المرن او المنتج النهائي". وزاد "كما ان السعودية لن تتحمل وحدها وزر رفع الاسعار اضافة الى انها تمر في وضع اقتصادي لم تشهده سابقاً". وتوقع شلبي ان يصل متوسط أسعار النفط السنة الجارية الى نحو 13 دولاراً.