لا تزال الازمة الاقتصادية الآسيوية ووفرة المعروض النفطي في السوق تضغط على الاسعار ما يدعم التوقعات بعدم حدوث اي تحسن ملموس في الفترة المتبقية من السنة الجارية ويكبد دول الخليج المزيد من الخسائر المالية. وقال محللون نفطيون ان متوسط سعر خام القياس البريطاني "برنت" لن يزيد على 14 دولارا للبرميل السنة الجارية على رغم اعلان منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك ودول منتجة اخرى عن خفض كبير في الانتاج لإزالة الفائض من السوق. وأشار مهدي فارازي من مركز الوساطة "درسدنر كلينوورت بنسون" في لندن الى ان المركز عدل توقعاته ببلوغ معدل سعر النفط نحو 15.5 دولار للبرميل السنة الجارية بسبب الأزمة الآسيوية وعوامل اخرى تتصل بالطلب والعرض. وأوضح ل "الحياة" ان "المركز يتوقع الان ان يبلغ متوسط السعر 14 دولاراً وربما اقل بسبب تفاقم الازمة الاسيوية وعدم التزام منظمة اوبك اتفاق خفض الانتاج بشكل كامل ما ادى الى بقاء الفائض في السوق". واضاف: "لا اعتقد ان الاسعار ستشهد اي تحسن ملموس في الربع الاخير من السنة على رغم تحسن الطلب الموسمي وها هي الاسعار لم تزد على 13 دولارا للبرميل حتى الان خلال السنة". وتقلب سعر النفط لخام "برنت" لعقود تشرين الاول اكتوبر في لندن امس في حدود 12.5 و12.6 دولار للبرميل وهو من اقل المستويات منذ انهيار اسواق النفط عام 1988 بسبب حرب الانتاج داخل وخارج منظمة "اوبك". واشار خبراء خليجيون الى ان عدم تحسن الاسعار في الربع الاخير من السنة الجارية يعني مزيدا من الخسائر لدول الخليج المنتجة للنفط. وقال خبير: "كانت هناك توقعات بحدوث تحسن نسبي بالاسعار في الربع الاخير واذا لم يحدث ذلك فان الانخفاض في ايرادات دول الخليج سيكون اكبر خصوصا وان هذه الدول تحملت معظم الخفض الفعلي في الانتاج". وعلى هذا الاساس قدر الخبراء متوسط اسعار نفوط دول مجلس التعاون الخليجي بنحو 12 دولارا للبرميل السنة الجارية مقابل 18 دولارا العام الماضي