انفقت ثلاث دول خليجية عربية ما يزيد على 20 بليون دولار في الأعوام السبعة الاخيرة لتوسيع طاقات انتاجها من النفط لكن لم يتح لها استغلال هذه التوسعات بسبب الارتفاع في انتاج الدول الاخرى. وقالت دوائر نفطية ان السعودية والكويتوالامارات استثمرت هذه المبالغ لتطوير حقولها النفطية العملاقة لكن انتاجها لم يتغير منذ عام 1991. وقال الخبير في دار الوساطة "درسدنر كلينوورت بنسون" في لندن مهدي فارازي ل "الحياة" ان دول الخليج "لا تزال تنتج بنفس المستوى الذي انتجته في بداية التسعينات على رغم ضخامة الفائض في طاقاتها الانتاجية في الوقت الذي ارتفع فيه انتاج معظم الدول الأخرى". وتملك السعودية وهي القوة النفطية الرئيسية في العالم اكبر فائض في الطاقة الانتاجية يقدر بنحو 2.3 مليون برميل يومياً، بمستوى انتاج فعلي يبلغ 8.2 مليون برميل يومياً واجمالي طاقة يصل الى 10.5 مليون برميل يومياً. وأشارت احصائية ل "مركز دراسات الطاقة العالمية" في لندن الى ان الطاقة الانتاجية للكويت تقدر بنحو 2.54 مليون برميل يوميا ولديها طاقة اضافية قدرها، 515 ألف برميل يوميا، في حين قدرت طاقة انتاج الامارات بنحو 2.62 مليون برميل يوميا ولديها طاقة إضافية قدرها 440 ألف برميل يومياً. وحسب تقارير رسمية، لا يزال متوسط انتاج هذه الدول يراوح مكانه منذ اكثر من سبعة أعوام، اذ بلغ نحو ثمانية ملايين برميل يومياً في السعودية ومليوني برميل يوميا في كل من الكويت والإمارات. واستفادت معظم الدول المنتجة للنفط الاخرى من هذا الوضع، اذ رفعت انتاجها بنسبة كبيرة لاستغلال النمو في الاستهلاك العالمي ما اتاح لها التوسع اكثر في طاقاتها وتحقيق ايرادات اكبر ورفع حصتها في السوق النفطية. وأشارت احصاءات رسمية الى ان انتاج معظم دول منظمة الدول المنتجة للنفط اوبك غير الخليجية ارتفع خلال تلك الفترة ليصل الى مستوى مواز لطاقاتها القصوى. ففي فنزويلا، ارتفع الانتاج من نحو 2.2 مليون برميل يوميا عام 1991 الى 3.4 مليون برميل يومياً السنة الجارية، فيما ارتفع انتاج نيجيريا من 1.8 مليون برميل يومياً الى 2.28 مليون برميل يومياً. ونما انتاج اندونيسيا من نحو 1.3 مليون برميل يومياً الى 1.45 مليون برميل يومياً. وكانت الاستفادة اكبر في الدول المنتجة من خارج "اوبك"، اذ قفز انتاج النروج من 1.9 مليون برميل يوميا الى 3.24 مليون برميل يومياً وارتفع انتاج بريطانيا من 1.8 مليون برميل يوميا الى 2.9 مليون برميل يومياً. كما نما انتاج المكسيك من 3.1 مليون برميل يومياً الى 3.38 مليون برميل يوميا، وارتفع انتاج الصين من 2.7 مليون برميل يوميا الى 3.2 مليون برميل يومياً، في حين سجلت زيادات في الانتاج في مناطق اخرى ودخل منتجون جدد الى السوق مثل اليمن وبعض الدول الافريقية. وتمثل هذا الزيادات في الانتاج اكثر من 80 في المئة من اجمالي النمو في الطلب العالمي على النفط، ما ادى الى تقليص حصة دول الخليج في السوق من نحو 02 في المئة عام 1991 الى نحو 16 في المئة حالياً. وقال الخبير في "مركز دراسات الطاقة الدولية" فاضل جلبي ان "دول الخليج كانت تعول على النمو في الطلب العالمي لرفع انتاجها واستغلال طاقاتها الفائضة غير ان هذا النمو قابله توسع في انتاج الدول الاخرى". واضاف أنه "يبدو ان دول الخليج غير محظوظة لانها لم تتمتع طويلا بالزيادة الاخيرة التي اقرتها اوبك اذ سرعان ما عادت وخفضت انتاجها وقد تخفض اكثر لدعم الجهود لرفع اسعار النفط...واعتقد انه في المدى البعيد، سيكون بمقدور دول الخليج استعادة نفوذها في سوق النفط لان انتاج دول اخرى سينخفض وسيخرج عدد من المنتجين من السوق بعد ان يكون احتياطهم قد جف". واشار خبراء نفطيون الى ان دول الخليج ملتزمة معدلات انتاج منخفضة نسبياً لوقف التدهور في الاسعار وافساح المجال للعراق للعودة تدرجاً الى السوق بعدما ارتفع انتاجه من نحو 600 ألف برميل يوميا عندما استأنف التصدير عام 1996 الى اكثر من مليوني برميل يومياً في الوقت الحاضر.