قام رئيس الوزراء الروسي الجديد يفغيني بريماكوف ب "زيارة وداع" لوزارة الخارجية التي تولاها 31 شهراً وسلمها أمس الى نائبه الأول ايغور ايفانوف، بعدما صدر مرسوم رئاسي بتعيين الأخير وزيراً للخارجية. ايفانوف، الديبلوماسي الأنيق دائماً، لم يكن يهوى الأضواء ويعمل بصمت في مكتبه الملاصق لمكتب الوزير في الطابق السابع من مبنى الوزارة في ساحة "سمولينسكايا" على بعد ثلاثة كيلومترات من الكرملين. وكانت حقيبة الخارجية "هدية" قدمت الى ايفانوف عشية احتفاله بعيد ميلاده الثالث والخمسين في 23 أيلول سبتمبر الجاري. وعكس سلفه فإن الوزير الجديد لم يعمل في قيادات الحزب الشيوعي السوفياتي بل تدرج في المناصب الديبلوماسية منذ تخرجه في معهد موريس توريز للغات في موسكو، حيث اتقن الانكليزية والاسبانية. وتعرف ايفانوف الى بريماكوف أثناء عمله في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية مطلع السبعينات حين كان رئيس الحكومة الجديد نائباً لمدير المعهد. بعد ذلك انتقل ايفانوف الى الخارجية وعين سكرتيراً ثانياً في الشعبة الأوروبية ثم نقل عام 1973 الى السفارة السوفياتية في مدريد، وأصبح وزيراً مفوضاً، ثم عاد اليها عام 1991 سفيراً لروسيا الاتحادية بعد انهيار الدولة السوفياتية. وبين هذين التاريخين تعرف ايفانوف الى خفايا السياسة اذ عمل مساعداً لوزير الخارجية مسؤولاً عن الأمانة العامة للوزارة. لكن تأثيره الفعلي في صنع السياسة لم يبدأ الا عام 1994 حين أصبح النائب الأول للوزير عضواً في الحكومة بدرجة سكرتير دولة، وكان ينوب عن بريماكوف في غيابه. وأشرف ايفانوف على ملف الشرق الأوسط الذي يتولاه نائب وزير الخارجية فيكتور بوسوفاليوك، لذلك فهو مطلع على خفايا الوضع وله صلات قوية مع مسؤولي الديبلوماسية الشرق الأوسطية. ويعرف عن الوزير الجديد اعتناؤه بانتقاء كلماته مثل اعتنائه باختيار ربطة العنق ومنديل الصدر الذي لا يفارقه أبداً.