تابعت الصحف الرسمية السورية امس حملتها على التعاون العسكري التركي - الاسرائيلي، واعتبرت ان محاولات اسرائيل استبدال "الأحلاف العدوانية المشبوهة بالسلام ستنفجر في وجه مخططيها". وكتبت صحيفة "البعث" ان "محاولات الحكومة الاسرائيلية استبدال اقامة حلف عسكري نواته اسرائيل وتركيا بسلام حقيقي لن تحقق لأي طرف في هذا الحلف العدواني ما يحلم به". وأشارت الى ان "هذا الحلف سيوتر الأوضاع في المنطقة أكثر فأكثر، واذا ظنت تركيا واسرائيل ان بامكانهما الضغط على العرب وتحديداً سورية، فإنهما تقعان في خطأ قاتل". وكررت ان "الأمن والاستقرار لا يتوافران إلا بالسلام العادل والشامل، وسياسة الاحلاف والاستفزاز لا يمكن ان تغير من الحقائق شيئاً". وشددت صحيفة "الثورة" على "علاقات تركية - اسرائيلية مشبوهة ذات طبيعة عدوانية وغير نظيفة" مؤكدة ان هدفها هو "التأسيس لحلف عدواني يضطلع بممارسة التهديد المباشر للأمن القومي العربي، ومحاصرة الدول العربية الرافضة للاملاءات الاسرائيلية". وتساءلت "إن كانت مصلحة النظام التركي في الهروب من أزماته الداخلية، ومصلحة اسرائيل في الخروج من عزلتها فأين هي مصلحة الأردن في استدراجه الى محور لا يشك أحد في ان هدف اقامته وتغطيته بذريعة التعاون الأمني هو التآمر والعدوان على العرب". وتابعت الصحيفة: "على رغم احاطة المحور التركي - الاسرائيلي بالرعاية الاميركية، فإنه سيقود الى تفجير الأوضاع في وجه مخططيه، وسيلقى مصير كل الأحلاف التي أريد لها ان تكرس سياسة العدوان والاحتلال والهيمنة في المنطقة". وتبادلت مصر وسورية وجهات النظر في إطار التشاور في شأن التعاون العسكري بين تركيا وإسرائيل، واستعدادهما لاجراء مناورات مشتركة بحرية وجوية، وعزم تل أبيب وأنقرة على انشاء تحالف ترغبان في انضمام الأردن إليه. وقال مصدر مصري ل "الحياة" إن "التشاور حول سبل التعاطي مع أحلاف ومحاور في المنطقة سيشمل أطرافاً غير عربية، اقليمية ومتوسطية، يهمها الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة على قاعدة اعلان برشلونة، كون التطورات في شرق المتوسط بين تركيا وإسرائيل تهدد عملية برشلونة بالانهيار". وكشف عن "اتصالات مصرية - أردنية في شأن أنباء، بعضها إسرائيلي، عن انضمام الأردن إلى التعاون العسكري التركي - الإسرائيلي"، مذكراً بأن عمّان نفت هذه الأنباء. وقال: "هذا الموضوع نتابعه بدقة، ولكل فعل رد فعل معاكس، والأحلاف والمحاور ستجر أحلافاً ومحاور". وزاد ان "انضمام طرف عربي إلى أطراف غير عربية في محور، تجربة فاشلة ومدانة، لن تجر سوى الانقسامات في الجانب العربي". وأعرب عن اعتقاده بپ"عدم وجود طرف عربي مستعد لتحمل نتائج الانخراط في عمل من هذا النوع"، مشدداً على أن "الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط يتحققان من خلال أفكار تجزئة المنطقة وشقها". وأشار إلى اتصالات مصرية - أميركية تناولت ما أعلن عن مشاركة الولاياتالمتحدة في المناورات شرق المتوسط. في غضون ذلك، علم ان الرئيس ياسر عرفات اطلع القاهرة على نتائج محادثاته في غزة الثلثاء الماضي مع رئيس الوزراء التركي مسعود يلماز الذي أبلغه الرئيس الفلسطيني القلق العربي من التعاون العسكري بين بلاده وإسرائيل. ويتوقع ان تستأثر السياسات التركية بحيز من أعمال مجلس جامعة الدول العربية الأربعاء المقبل، سواء على صعيد التطورات العسكرية أو ملف المياه، علماً أن هناك مذكرة عراقية - سورية مدرجة على جدول أعمال المجلس في شأن التهديدات التركية لحقوق العراق وسورية في مياه الفرات.