أكد الأردن رسمياً أمس مشاركته بصفة مراقب في المناورات البحرية التركية - الإسرائيلية - الأميركية، وأعلن ان قراره في هذا المجال "سيادي يخص المملكة وحدها"، وأنه لا يجد مبرراً لانتقادات سورية ومصرية وجهت إليه. في الوقت ذاته صعّدت دمشق حملتها على المناورات، معتبرة اياها "عملاً عدوانياً". واستغربت مشاركة الأردن فيها، منددة بشدة ب "رائحة التآمر ضد سورية وإيران والعراق" بسبب "التحالف المشبوه" بين تركيا وإسرائيل. وقال وزير الاعلام الأردني بالوكالة السيد ناصر اللوزي إن بلاده وافقت على المشاركة في المناورات بصفة مراقب، استناداً إلى ما يراه الأردن متوافقاً مع مصالحه الاستراتيجية الاقليمية. ورفضت الحكومة الأردنية انتقادات مصرية ضمنية وأخرى سورية صريحة لمشاركة الأردن في المناورات التي اعتبرت القاهرة أنها تأتي "وسط أجواء مشحونة في المنطقة"، فيما اعتبرتها دمشق "موجهة ضد سورية والعراق وإيران". وقال مصدر رسمي أردني ل "الحياة" ان المناورات البحرية ليست موجهة ضد أي طرف في المنطقة وتستهدف تطوير القدرات العسكرية للدول المشاركة فيها أسوة بالتمارين التي تجريها قوات دول المنطقة. وتابع المصدر انه لا يجد "مبرراً منطقياً للانتقادات السورية والمصرية"، مشيراً إلى أن تركيا "دولة صديقة للأردن الذي يرتبط بمعاهدة سلام مع إسرائيل، كما هي الحال بالنسبة إلى مصر". وأشار إلى أن سورية أيضاً اتخذت قراراً استراتيجياً بإبرام سلام مع إسرائيل. وأضاف رداً على تصريحات كان أدلى بها وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى ان الأردن "دولة ذات سيادة، ولها كما لغيرها الحق في حماية مصالحها الاقليمية وفق ما تراه مناسباً". وشدد المصدر على أن مشاركة الأردن في تلك المناورات بصفة مراقب "لا تستهدف أي طرف عربي، بل تطوير القدرات العسكرية الأردنية في ما يخدم الاستقرار الاقليمي". ودعا إلى "الابتعاد عن سياسة التشكيك والتشويش، مؤكداً ان المملكة "لن تكون طرفاً في أي محور أو تحالف يضر المصالح العربية". وكان وزير الخارجية المصري اعتبر ان هذه المناورات تحمل رسالة سلبية بخاصة أنها تأتي وسط جو مشحون في المنطقة، وفي وقت يشهد توتراً واضطراباً في المنطقة مما يستدعي صرف النظر عنها أو تأجيلها على الأقل. في دمشق، صعّدت وسائل الاعلام الرسمية حملتها على المناورات التركية - الإسرائيلية و"إصرار" أنقرة على "التحالف المشبوه" مع تل ابيب عبر "زيارات متبادلة تفوح منها رائحة التآمر ضد سورية وإيران والعراق". وكتبت صحيفة "تشرين" الرسمية امس أن الأسابيع الماضية "شهدت تطويراً للتعاون العسكري بين الجانبين تركيا وإسرائيل وزيارات متبادلة ولقاءات على مستوى رفيع، تفوح منها رائحة التآمر السافر ضد بلدان عربية وإسلامية في مقدمها سورية والعراق وإيران"، معتبرة ان الإسرائيليين "لم يحصدوا إلا الخيبة" من مساعيهم إلى "شق الصف الإسلامي - العربي عبر تحريض واشنطن ضد إيران"، وذلك بسبب "انفتاح إيران على الجوار العربي وما أبدته لتحسين علاقاتها مع العالم الخارجي". وتابعت ان تركيا، بعد القمة الإسلامية في طهران "ذهبت إلى ما هو أبعد من التحالف العسكري مع إسرائيل، ووضعت قواعدها العسكرية تحت تصرف الطيران الإسرائيلي" بدلاً من "العودة إلى الطريق الطبيعي ومنطق التاريخ والجغرافيا واستجابة نداء المسلمين". وزادت ان "التحالف المشبوه يطرح تساؤلات خطرة لا سيما أنه موجه ضد دول عربية وإسلامية منها سورية التي تقف بصلابة في وجه العدوان الإسرائيلي". وشددت على ان "ليس من الاسلام التحالف مع أعداء الإسلام". وكتبت صحيفة "الثورة" الرسمية السورية أمس: "في حين تبدو المناورات تشجيعاً لإسرائيل على تماديها في غيها وغطرستها وعدوانها السافر على السلام وحقوق العرب والمقدسات الإسلامية، ترتضي الولاياتالمتحدة أن تكون شريكاً فيها". وأضافت: "وفي حين تبدو المناورات عملاً عدوانياً موجهاً ضد العرب والمسلمين يقرر الأردن، وهو العضو في الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، المشاركة فيها بصفة عضو مراقب".