أعلن الرئيس بيل كلينتون امس عن توبته لارتكابه خطيئة إقامته علاقات جنسية مع المتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي وطلب منها الصفح عما فعله، فيما تسارعت عملية نشر تقرير المحقق الخاص المستقل كنيث ستار، الذي تضمن معلومات تشير الى ان الرئيس الاميركي ارتكب ما يبرر محاكمته أمام الكونغرس تمهيداً لعزله. وكان الرئيس كلينتون يتحدث خلال اجتماع "الفطور السنوي للصلاة الوطنية" التي يشارك فيها عدد كبير من القيادات الروحية في الولاياتالمتحدة. وقال كلينتون انه يريد من جميع الذين ألحق بهم ضرراً ان يعرفوا مدى صدق حزنه، وهم أولاً "عائلتي وأيضاً أصدقائي ومساعدي واعضاء حكومتي ومونيكا لوينسكي وعائلتها والشعب الاميركي وقد طلبت من جميعهم الصفح". وأضاف الرئيس الاميركي الذي بدا متأثراً ومنفعلاً "ان الصفح يتطلب اكثر من مجرد الإعراب عن الأسف، انه يتطلب توبة حقيقية وتصميماً على التغيير واصلاح خروقات من صنع يدي". واكد انه "تاب". وشرح كلينتون ما يعني بكلامه. وقال انه طلب من محاميه تحضير دفاع قوي عما فعله وبأنه سيستمر في توبته وسيستعين بنصائح رجال الدين وآخرين ليراقبونه على مدى التزامه بالتوبة. وشدد على القول ايضاً انه سيضاعف جهوده "لقيادة البلاد والعالم نحو السلام والحرية والازدهار والانسجام...". واستشهد كلينتون بكتاب "أهداني إياه صديق يهودي" يتضمن قراءات دينية تلقى في "يوم الغفران". وقرأ الرئيس الاميركي بعضاً منها. وبعد حوالى ساعتين من اعلان الرئيس كلينتون توبته صوت مجلس النواب على نشر تقرير المحقق الخاص ستار ووضعه على "الإنترنت" وذلك في اطار سعي البيت الأبيض الى استباق نشر "الغسيل" غير النظيف الذي يتضمنه تقرير المحقق خصوصاً تفاصيل العلاقات الحميمية بين كلينتون ولوينسكي في البيت الأبيض، وكانت زوجة الرئيس هيلاري مهدت مساء الخميس لعملية الصفح عندما قدمته خلال مؤتمر للحزب الديموقراطي بإطراء شديد. وكان كلينتون عقد اجتماعاً لأعضاء حكومته اعتذر فيه لهم على تصرفاته وخرج هؤلاء من البيت الأبيض ليعلنوا صفحهم عنه وتأييدهم لاستمراره في قيادة البلاد. وظهر أمس بدأت تظهر تفاصيل ما ورد في التقرير، والواضح ان ستار أورد في تقريره العناصر الاساسية التي تدفعه الى الدعوة لمحاكمة كلينتون تمهيداً لعزله. وعددها 11 عنصراً. ابرزها اتهام الرئيس بالكذب تحت القسم وعرقلة مجرى العدالة واساءة استعمال السلطة والضغط على الشهود. وكل هذه العناصر تتعلق بالعلاقات مع لوينسكي. فالاتهام بالكذب سببه ان الرئيس نفى في 17 كانون الثاني يناير الماضي في شهادة ادلى بها تحت القسم لمحامي بولا جونز اقامته علاقات جنسية مع لوينسكي. وهو امر رأى المحقق الخاص انه غير صحيح بناء على شهادات لوينسكي نفسها. والواضح ان الخلاف القانوني في هذا المجال يدور حول التفسير "للعلاقة الجنسية". فللرئيس تفسير ضيق في هذا المجال والدخول في التفاصيل والشرح يتطلب وصفاً دقيقاً للاعضاء التناسلية… ويشرح التقرير عرقلة مجرى العدالة بأن الرئيس كلينتون حاول اقناع لوينسكي بعدم قول الحقيقة وبأنه اساء استعمال السلطة عندما استعمل اجهزة الدولة ومواردها لحجب المعلومات عن المحقق الخاص. ويتحدث التقرير بكثير من التفاصيل عن لقاءات حميمة للرئيس كلينتون ولوينسكي يصل عددها الى حوالى 12 لقاء بالقرب من المكتب البيضاوي الشكل في البيت الابيض بالاضافة الى محادثات هاتفية جنسية. وعن استعادته معظم الهدايا وعددها 20 هدية التي سبق وقدمها اليها. ويتضمن التقرير ايضاً تفاصيل سبق ونشرت حول قصة استعمال السيكار لاسباب لا علاقة لها بالتدخين… او ممارسة العلاقة بينما الرئيس يتحدث على الهاتف مع احد اعضاء الكونغرس. يذكر ان تقرير ستار، وهو المحقق الخاص الذي عين قبل اربع سنوات ونصف السنة للتحقيق في قضية وايت ووتر صفقات عقارية وغيرها من القضايا، لا يلحظ اي مخالفات ارتكبها الرئيس في هذا المجال. وان معظم التقرير يدور حول لوينسكي مع اشارات الى امرأة اخرى ادعت ان الرئيس تحرش بها وهي كاثلين ويلي. والملفت انه على رغم الفضيحة اظهر استطلاع للرأي اجرته شبكة "سي بي اس" ان شعبية الرئيس كلينتون لا تزال عالية وبنسبة 59 في المئة. ووسط اجواء الازمة، لم تتوقف السيدة الاولى هيلاري عن انتقاد الصحافة في معرض المزح - الجد. وجرى ذلك بعد ظهر الخميس خلال احتفال مخصص لتأكيد اهمية اجراء الفحوص المبكرة لتقصي سرطان الكولون الشرجي. وبعد الاحتفال دعت السيدة كلينتون الحضور الى حفلة استقبال في احدى قاعات البيت الابيض. ثم التفتت الى عشرات الصحافيين الذين كانوا يراقبونها عن كثب لمعرفة وضعها نتيجة الفضيحة، وقالت لهم انها مسرورة جداً لاهتمامهم بهذا المرض ودعتهم الى التوجه الى "القاعة الخضراء" في البيت الابيض ايضاً لاجراء الفحوص المبكرة. وقبل وصول تقرير ستار الى ايدي الصحافيين امس صدر عن البيت الابيض تقرير تمهيدي مضاد جاء في 73 صفحة ويتضمن الرد القانوني لمحامي الرئيس ديفيد كينديل على اتهامات المحقق الخاص نفى فيه انها تشكل اي من اتهامات ستار سبباً لمحاكمة الرئيس من جانب الكونغرس تمهيداً لعزله