نيويورك الاممالمتحدة، واشنطن، بغداد - أ ف ب، رويترز - ردت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت امس على المنتقدين الذين قالوا ان سياسة الولاياتالمتحدة تجاه العراق ضعفت، وأصرت على ان الولاياتالمتحدة مستعدة لاستخدام القوة ضد العراق اذا لزم الامر. وقالت في كلمة امام المحاربين القدامى في نيو اورلينز "لم نستبعد اي خيار بما في ذلك القوة العسكرية … والخط الاحمر هو محاولة العراق الخروج عن الاطار الاستراتيجي المحدد له … عند ذلك سيكون ردنا سريعاً وقوياً". الى ذلك، اعلن المندوب البريطاني في الاممالمتحدة جيريمي غرينستوك ان الدول ال 15 الاعضاء في مجلس الامن اتفقت على فرض عقوبات جديدة على العراق بعد قراره تعليق تعاونه مع المفتشين الدوليين المكلفين نزع اسلحته. العقوبات وكان مجلس الامن ناقش اول من امس مشروع قرار، عرضته الولاياتالمتحدة وبريطانيا، يعلق العمل بالاجراء الذي كان يقضي بمراجعة العقوبات المفروضة على العراق، مرة كل شهرين. وقال غرينستوك في ختام اجتماع مغلق للدول ال 15 ان "مجلس الامن وافق حتى الآن في نقاشاته على تعليق مراجعة العقوبات". واضاف ان المجلس موافق ايضاً على اجراء "مراجعة شاملة" للعلاقات مع العراق ما ان يعاود هذا البلد تعاونه مع الاممالمتحدة. وكانت بغداد اعلنت في الثالث من آب اغسطس الماضي تعليق تعاونها مع اللجنة الدولية الخاصة المكلفة نزع اسلحته للدمار الشامل. وهو يطالب بإعادة تشكيل اللجنة التي يقول ان الولاياتالمتحدة تسيطر عليها بهدف الابقاء على العقوبات المفروضة عليه منذ ثماني سنوات الى الأبد. وقال غرينستوك "اعتقد ان تقدماً جيداً تحقق اليوم … لكن ما زال يتعين اجراء مناقشات اخرى حول تفاصيل القرار". وافاد ديبلوماسيون آخرون ان معظم الاعضاء في مجلس الامن اعتبروا مشروع القرار "مقبولاً". واشنطن وحلفاؤها الى ذلك ذكرت وزارة الخارجية الاميركية اول من امس ان الولاياتالمتحدة نجحت بفضل اعتمادها اسلوباً متأنياً في الحصول على دعم اكبر من الدول الحليفة مثل فرنسا وروسيا والصين ازاء العراق. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن يرد على اسئلة حول الجدل الذي أثارته استقالة الخبير السابق في اللجنة الخاصة سكوت ريتر الذي اتهم وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت بممارسة ضغوط، في مطلع آب على الاممالمتحدة لمنع عمليات تفتيش يمكن ان تفضي الى حصول مواجهة مع العراق. ومن دون تأكيد هذه الاتهامات اقر روبن بأن واشنطن تسعى منذ بعض الوقت الى تجنب حصول اي مواجهة مع العراق. وقال "نحن نعتبر انه اذا كان لا بد من مواجهة مع العراق فعلينا ان نحاول احداثها عندما يكون ذلك مناسباً لنا وبطريقة تضمن لنا اكبر دعم دولي" بدلاً من ترك الرئيس العراقي صدام حسين يدير اللعبة. واكد ان "الفرنسيين والروس والصينيين قدموا في الاسابيع الماضية دعما اكبر" بعد هذا التغيير في الموقف. وتسعى واشنطن الى حمل الاممالمتحدة على تبني قرار من شأنه تأخير رفع العقوبات المفروضة على العراق. وأفاد مصدر في الاممالمتحدة في بغداد امس ان ممثل الامين العام للامم المتحدة براكاش شاه سيعود الى بغداد اليوم بعدما قدم تقريراً في نيويورك عن محاولته الفاشلة لاقناع العراق باستئناف تعاونه مع مفتشي اللجنة الخاصة. وقال المصدر ان "من المنتظر ان يعود شاه الى بغداد منتصف الخميس آتياً من البحرين". وكانت مصادر في المنظمة الدولية اعلنت اول من امس ان شاه سيعود الى بغداد الاربعاء "لمواصلة عمله في العاصمة العراقية كممثل للامين العام كوفي أنان". طارق عزيز ونفى العراق ان يكون فرض قيوداً على مهمات المراقبة المستمرة التي يقوم بها مفتشو اللجنة الخاصة ووصف ما تضمنه تقرير رئيس اللجنة ريتشارد بتلر الى مجلس الامن بأنه "مغالطات واكاذيب". واكد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز في رسالة الى أنان نشرت نصها "وكالة الانباء العراقية" امس "ان خطة المراقبة المستمرة تعمل حالياً بصورة فاعلة وبمداها الواسع ... وأي ادعاء بمحدودية تطبيق خطة الرقابة والتحقق المستمرين هو ادعاء غير صحيح وغير دقيق". وكان بتلر ابلغ مجلس الامن الخميس الماضي انه على الرغم من التأكيدات العراقية بأن المراقبة المستمرة ستتواصل فإن بغداد فرضت قيوداً على المواقع المشمولة بهذه المراقبة ورفضت دخول ثلاث فرق تفتيش الى هذه المواقع. كما اعرب محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في رسالة الى مجلس الامن عن قلق الوكالة من القيود التي فرضتها بغداد على عمليات التفتيش.