حذرت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت أمس من أن فشل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ومجلس الأمن في "ضمان تراجع الرئيس صدام حسين عن خطه الحالي والعودة الى التعاون مع اللجنة الخاصة المكلفة التحقق من نزع الأسلحة المحظورة يضع لنا الأساس لاتخاذ خطواتنا الحاسمة الخاصة". وجاء التحذير في مقال لوزيرة الخارجية نشرته صحيفة "نيويورك تايمز". وكتبت اولبرايت ان موقف بغداد التي اوقفت التعاون مع اللجنة الخاصة اونسكوم يشكل "تحدياً مباشراً لمجلس الأمن. انها مواجهة بين العراق والأمم المتحدة، من هنا فان مهمة السيد أنان ومجلس الأمن ضمان تراجع صدام عن خطه الحالي والعودة الى التعاون مع اللجنة". وأضافت: "واذا فشلا في اقناعه بالتراجع سنكون وضعنا الأساس لاتخاذ خطواتنا الحاسمة الخاصة". واعتبرت ان "ما يريده صدام فعلا هو الغاء العقوبات فيما يستمر في الحفاظ على ما تبقى من اسلحته للدمار الشامل، لكننا لن نسمح له بالوصول الى هذا الهدف، وستبقى العقوبات الشاملة على العراق ما دام صدام يواصل رفض الانصياع الى قرارات مجلس الأمن". وزادت اولبرايت: "دعم اونسكوم في صميم جهودنا لمنع صدام من تهديد جيرانه، والولاياتالمتحدة كانت دوماً أقوى المساندين لأونسكوم. ان فاعلية اللجنة الخاصة في نزع سلاح العراق، على رغم جهود بغداد الواسعة لاخفاء اسلحتها للدمار الشامل والكذب، هي التي دفعت صدام الى محاولة النيل من صدقية اللجنة. ولسوء الحظ، وعلى رغم وضوح الكذب، فان بعض اعضاء مجلس الأمن أيد تلك المحاولة". وفي ما بدا رداً على أنباء عن ممارسة اولبرايت ضغوطاً على رئيس "اونسكوم" ريتشارد بتلر لعدم تنفيذ عمليات تفتيش مفاجئة قد يعتبرها العراق استفزازية، اكدت الوزيرة ان الولاياتالمتحدة أيدت دائماً هذا النوع من "التفتيش الاقتحامي". موضحة ان اللجنة الخاصة "اثبتت فاعليتها في ذلك منذ الأزمة الماضية" في شباط فبراير، لافتة الى "اكتشاف أدلة بالغة الخطورة على ان صدام لم يقدم معلومات عن مصير كثير من الرؤوس الكيماوية، وأيضاً أدلة على ان العراق نجح في تطوير غاز الأعصاب "في. أكس"، عكس ادعاء نائب رئيس الوزراء طارق عزيز ان العراق كشف كل برامجه التسلحية". وكان متوقعاً ان يصدر أمس بيان عراقي يتضمن رداً على رسالة انان التي نقلها الى بغداد ممثل الأمين العام براكاش شاه. وعلم ان الأخير أبلغ انان نتائج مهمته، قبيل عقد مجلس الأمن مساء أمس جلسة لمناقشة أزمة وقف بغداد التعاون مع "اونسكوم". ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر في مجلس الأمن ان المجلس سيتخذ قراراً باعطاء توجيهات للجنة الخاصة لاستئناف نشاطاتها في العراق على كل المستويات.