التقى وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط ديريك فاتشيت في لندن أمس رئيس الوزراء السوداني السابق زعيم حزب الأمة المعارض السيد الصادق المهدي، وناقشا سبل تحقيق السلام في السودان واستمرار وقف النار في مناطق المجاعة في الجنوب. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية أمس ان اللقاء تم بناء على طلب من المهدي الذي وصل الى لندن في زيارة قصيرة وتناول "الموقف الراهن في السودان في ضوء وقف اطلاق النار القائم بين الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان بهدف وصول الاغاثة الى المتضررين في جنوب السودان". وأضاف ان اللقاء بحث في "امكان تحقيق تقدم في العملية السلمية في السودان بعد وقف اطلاق النار في أعقاب زيارة فاتشيت الى المنطقة لهذا الغرض في تموز يوليو الماضي". وزاد ان المهدي "تحدث أيضاً مع فاتشيت عن التجمع الوطني الديموقراطي المعارض ودوره فيه". ويسود توتر في العلاقات السودانية - البريطانية بعد دعم لندن الغارة الأميركية على مصنع الشفاء للأدوية في الخرطوم، إلا أن لندن تأمل في عودة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في وقت قريب. وقال ممثل حزب الأمة السوداني في المملكة المتحدة وايرلندا السيد عقيل أحمد عقيل الذي حضر اللقاء ل "الحياة" ان فاتشيت "شرح نتائج زيارته الأخيرة للخرطوم وجهوده في تأمين وقف اطلاق النار ووصول الاغاثة". وأضاف ان المهدي "شكر الجهود البريطانية وأيد استمرار وقف النار في اقليم بحر الغزال لضمان وصول الاغاثة الى المتضررين". وعن موضوع السلام في السودان "أوضح المهدي ان السلام لن يتحقق الا بحل شامل لقضية الحرب والحكم وتحقيق الديموقراطية". وشدد المهدي على أن "أي جهود لايجاد حل شامل لا بد أن ترتكز على الاعتراف بالتجمع الوطني كممثل للقوى الشعبية في السودان، وأن السلام لن يتحقق الا بتفكيك النظام القائم وارساء دعائم نظام ديموقراطي وإقرار اتفاق سلام". وتابع ان اللقاء تناول أيضاً السلام في القرن الافريقي وأن المهدي طلب أن تلعب بريطانيا دوراً في تشجيع الجهود السلمية وشرح جهود "وفد المساعي الحميدة" الذي شكلته المعارضة السودانية للتوسط في النزاع الاثيوبي - الأريتري. وقال ان المهدي تناول أيضاً موضوع الارهاب "وضرورة ان تكون استراتيجية مكافحة الارهاب شاملة ومتفق عليها دولياً وتشمل الجوانب الايديولوجية والسياسية". وناقش المهدي أيضاً "موقف الاسلام من الارهاب وما يمارس باسم الاسلام مع أن لا علاقة للاسلام به" معتبراً ان هذه "رسالة مهمة الى الغرب".