اعلن الدكتور اسامة الباز، المستشار السياسي للرئيس المصري حسني مبارك، امس، "ان الوضع لا يشير حتى الآن الى حصول تقدم في عملية السلام". ووصف التصريحات الاسرائيلية عن حصول تقدم بأنها "استنتاجات من لقاءات عقدوها مع شخصيات فلسطينية". وقال المبعوث الاسرائيلي داني نافيه ان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو "يبذل اقصى جهده للتوصل الى اتفاق والى افضل سبيل لتبادل الرأي مع الفلسطينيين". وأضاف انه اطلع الرئيس مبارك على آخر تطورات المفاوضات. ومعلوم ان المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس وصل امس الى اسرائيل لاستئناف التشاور حول اتفاق على المرحلة الثانية لاعادة انتشار القوات الاسرائيلية يرتكز على الاقتراحات الاميركية. والتقى الرئيس المصري المبعوث الاسرائيلي نافيه، الذي رافقه عوزي اراد، المستشار السياسي لنتانياهو. ولفت الباز الى ان الرئيس مبارك كان واضحاً مع الوفد الاسرائيلي، وأبلغه انه "لن يتم الوصول الى اتفاق بالضغط على الفلسطينيين"، وان مبارك حذر من "ان عدم التوصل الى اتفاق سيؤدي الى توتر وعدم استقرار ليس في مصلحة اي طرف، بما في ذلك مصر". وفي اشارة الى طلب القاهرة من نتانياهو التزامه الاتفاقات التعاقدية واحترام تعهداته لاحراز تقدم قال الباز: "الرئيس مبارك وجه الى الوفد الاسرائيلي بعض الملاحظات والنصائح لما يجب ان يكون عليه الموقف الاسرائيلي في المفاوضات"، منبهاً الى أن "ما قدمه نافيه للرئيس مبارك من شرح لرؤية نتانياهو لكيفية تحرك الامور لا يمكن ان يؤدي الى اتفاق". ورفض الباز التطرق الى طبيعة هذه الرؤية وعناصر تحريك الموقف من وجهة نظر نتانياهو. وأوضح الباز ان "القيادة الفلسطينية الآن في طريقها الى بحث الموقف بحثاً شاملاً في اطار جماعي عربي واسع حتى يتضح الموقف من كل جوانبه، والبحث يتناول المبادرة الاميركية لجهة تنفيذ اعادة انتشار ثانٍ في الضفة الغربية في مساحة نسبتها 1.13 في المئة ليس فقط لتنفيذ اعادة انتشار ثانٍ بل وثالث اوسع نطاقاً يتضمن المسائل الامنية والاجراءات الآحادية وكل المسائل". ونفى الباز مزاعم إسرائيل عن "ضغط مصري على الفلسطينيين لرفض ما يُعرض عليهم في المفاوضات". وقال أنه "ليس من المصلحة الضغط عليهم، وما يحدث هو تشاور لإبداء الرأي فقط"، مشيراً الى طلب الرئيس مبارك من نافيه "ان تحدد إسرائيل موقفاً من المبادرة الاميركية بعدما حدد الفلسطينيون موقفهم منها". وعقب لقائه مع الوفد الإسرائيلي أجرى الرئيس مبارك اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تناول عناصر الموقف على المسار الفلسطيني. وعلمت "الحياة" أن عرفات شدد على رفض السلطة الوطنية قبول إسرائيل للمبادرة الأميركية مشروطاً بتحويل 3 في المئة من مساحة اعادة الانتشار الى محميات طبيعية تحت السيطرة الامنية الاسرائيلية. كما شدد عرفات على أن إبداء مسؤولين فلسطينيين استعدادهم للقبول بذلك في اشارة الى رئيس المجلس التشريعي احمد قريع مجرد "اجتهادات شخصية".