كشفت مصادر صحافية اسرائىلية تفاصيل وثيقة بعث بها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الى الرئيس ياسر عرفات تضمنت استعدادا اسرائىليا خطيا للانسحاب من 13 في المئة من أراضي الضفة الغربية، ولكن بشروط رفضها الفلسطينيون. في غضون ذلك، قال افيف بوشينسكي الناطق باسم نتانياهو ان رئيس الوزراء أبلغ حكومته خلال اجتماعها الاسبوعي انه "مستعد لقبول انسحاب اسرائىلي من 13 في المئة من الضفة اذا نفذ الفلسطينيون بنوداً أخرى" تتعلق بأمن اسرائيل. وتابع ان نتانياهو يقبل الآن بالانسحاب من نسبة 13 في المئة، على ان تكون 3 في المئة "محمية طبيعية". وذكر بوشينسكي ان نتانياهو أطلع أعضاء حكومته على موقفه عندما سئل عن أنباء تحدثت عن ان مستشاره المحامي اسحق مولخو سلم عرفات وثيقة رسمية تعلن استعداده لانسحاب من 13 في المئة من الضفة. وقال ان مولخو وضع مسودة الوثيقة، الا أنه وصفها بأنها "واحدة من وثائق عدة غير رسمية"، مشيراً الى أنها "لم توقع أو تعرض على صانعي القرار الاسرائىليين". وأفادت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائىلية ان الوثيقة التي سلمها مولخو الى رئىس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع الاسبوع الماضي نصت على "قرار الطرف الاسرائىلي تنفيذ إعادة الانتشار بمرحلتيها الاولى والثانية وتسليم الطرف الفلسطيني 13 في المئة من مساحة الضفة". واوضحت الصحيفة ان 1 في المئة من الاراضي التي ستخليها اسرائيل سينتقل كليا الى السيطرة الفلسطينية المنطقة أ في حين ستكون ال 12 في المئة الباقية تحت السيطرة المشتركة المنطقة ب. واشارت الى ان 3 في المئة من المساحة التي ستخلى ستعلن "منطقة خضراء" أو "محمية طبيعية". ونصت الوثيقة على مواصلة الطرف الاسرائىلي الاحتفاظ بالصلاحيات الأمنية في "المناطق الخضراء" على ان يتم تنسيق مسبق في شأن تحرك الشرطة الفلسطينية في هذه المناطق مع الطرف الاسرائىلي. ووفقا للصحيفة، رفض عرفات وثيقة نتانياهو على أساس أنها "لا تنسجم مع المبادرة الاميركية" التي تتضمن "انتقال 1 في المئة من المنطقة ج الى المنطقة أ و12 في المئة من المنطقة ج الى المنطقة ب و2،14 في المئة من المنطقة ب الى المنطقة أ. وكتبت الصحيفة ان عرفات رفض الصيغة الاسرائىلية التي لم تتطرق للنسبة الأخيرة لا من قريب أو من بعيد، اضافة الى كون الرد الاسرائىلي يتضمن ايجاد منطقة جديدة د تتضمن قيوداً أمنية غير موجودة في المنطقة ب حيث ستنقل المحميات الطبيعية التي وافق الجانب الفلسطيني، بحسب المصادر الاسرائىلية، على ان تسري على 500 ألف دونم. وكتبت الصحيفة ان الرسالة التي بعث بها عرفات الى الرئىس بيل كلينتون تضمنت رفضه وثيقة نتانياهو والمطالبة بالحصول على ضمانات اميركية بموافقة اسرائىل على باقي بنود المبادرة الاميركية التي لم تتطرق لها هذه الوثيقة، اضافة الى ضمان تنفيذ المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار قبل البدء بمفاوضات التسوية النهائية. ورفض منسق شؤون المفاوضات حسن عصفور تأكيد وجود هذه الوثيقة أو نفيها، مشيرا الى عدم وجود أي بوادر للتوصل الى اتفاق مع الجانب الاسرائىلي. وقال لپ"الحياة": "وفقاً لما سمعناه من الاسرائىليين، حتى الآن لا يوجد أفق للتوصل الى اتفاق، والفجوة في شأن نسبة 13 في المئة لا تزال كبيرة". وأكد عصفور ان نتانياهو "يريد ان يجزئ المبادرة الاميركية والعبث بها للتهرب من تنفيذ إعادة الانتشار في الأراضي الفلسطينية".