تلقى فريق الدفاع عن الرئيس بيل كلينتون أمس ضربة قوية عندما رفضت المحكمة العليا طلبه تأجيل استجواب اثنين من محاميه امام الهيئة الفيديرالية العليا للمحلفين في شأن العلاقة مع مونيكا لوينسكي، الموظفة المتدربة السابقة في البيت الأبيض. واعرب الناطق الرئاسي باري تويف عن "بعض الخيبة" في شأن القرار لكنه أكد عزم الرئيس على الاستمرار في المواجهة. وواجه الرئيس نكسة على جبهة اخرى، وهي قضية التمويل غير المشروع لحملة 1996 الانتخابية، عندما اكد مدير مكتب التحقيق الفيديرالي اف بي آي لويس فريه الى الكونغرس أمس ان التحقيق يتهم الرئيس بيل كلينتون ونائبه آل غور. وذكّر فريه الكونغرس انه كان اوصى وزيرة العدل الاميركية جانيت رينو بتعيين مدع عام مستقل لتولي التحقيق في قضية التمويل. من جهته واجه المدعي المستقل كينيث ستار، الذي يقود التحقيق في قضية لوينسكي، تطوراً سلبياً أيضاً عندما رفضت محكمة الاستئناف طلبه وقف التحقيق في اتهامه وفريقه بتسريب معلومات سرية عن اعمال هيئة المحلفين بهدف الاضرار بالرئيس. ويواجه ستار في حال الثبوت تهمة "اهانة المحكمة". وكان محكمة الاستئناف أعلنت انها ستصدر الحكم رسمياً اليوم، لكن مصادر اعلامية اكدت أن قرارها جاء ضد المدعي المستقل. وكان البيت الأبيض تقدم الى المحكمة العليا مساء الاثنين بطلب تأجيل استنطاق المحاميين ، بعدما قررت محكمة الاستئناف ان الحصانة التي يوفرها القانون للعلاقة بين المحامي والموكل لا تنطبق على المحاميين بروس ليندزي ومعاونه لاني بروير، لأنهما موظفان حكوميان. وعلم من مصادر المحكمة العليا ان رئيسها القاضي وليام رينكويست اتخذ قرار الرفض باسم الاعضاء التسعة. يعتبر ليندزي اقرب الأصدقاء الى كلينتون، وتعود العلاقة بينهما الى ثلاثة عقود، وهو المستشار القانوني والسياسي الأهم له. ويقول مراقبون ان ليس من يفوقه في معرفة أسرار الرئيس سوى السيدة الأولى هيلاري رودام كلينتون. ويخشى مؤيدو الرئيس ان يجبره المدعي المستقل ستار على الادلاء بمعلومات عن قضايا تورط فيها كلينتون منذ كان حاكماً لولاية اركنسو، بهدف اقناع المحلفين بأن كلينتون يلجأ بشكل منتظم الى الكذب والاخفاء في ما يخص علاقاته الجنسية. من جهة اخرى أف ب ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس ان خبراء مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي انهوا تحاليلهم الاولى على الفستان الذي تدعي لوينسكي انه يحمل بقعة تشكل "دليلاً مادياً" على علاقة جنسية مع الرئيس. وقالت الصحيفة ان نتائج التجارب التي اجريت بتكتم شديد بقيت سرية، وانها ستنقل لاحقاً الى المدعي ستار الذي كان سلم الفستان الى مختبرات "أف بي آي" ضمن صفقة تعطي لوينسكي الحصانة مقابل التعاون الكامل مع المحققين. وبدا امس ان تأييد الحزب الديموقراطي لكلينتون ليس بالصلابة التي افترضها المراقبون. وقالت مصادر من الحزب أن موقف الرئيس سينهار بسرعة اذا لم يقر بالحقيقة في استجوابه في 17 من الشهر الجاري. وأكد مصدر: "اذا كانت هناك ادلة مادية مثل التسجيلات او فحوص الحامض النووي أو غيرها على ان كلينتون كذب على الشعب الأميركي سيكون هناك ضغط كبير على الديموقراطيين لحسم القضية".