تراجع الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي عن مقاضاة مجلتين محسوبتين على التيار الذي يوصف بأنه متشدد في ايران، كانتا وجّهتا اليه "إهانات" في منافسات الانتخابات الرئاسية العام الماضي، واعلن خاتمي قراره في رسالة علنية حضّ فيها على اشاعة "ثقافة النقد"، بدل اساليب "القذف والسبّ"، وحذّر من استخدام المقدّسات والدين مطية لتصفية حسابات سياسية، واكد انه يريد ان يكون "رمزاً للصبر" وان يدفع "الثمن من اجل مأسسة النقد والحرية ضمن القانون". وكان خاتمي رفع شكوى قضائية عشية فوزه بالرئاسة العام الماضي ضد صحيفة "شلمجة" الاسبوعية التي تعّبر عن مجموعة "أنصار حزب الله" ومجلة "يا لثارات الحسين" نصف الشهرية التي توالي مجموعة منشقة عن "انصار حزب الله"، انخرطتا في الحملة الدعائية الشرسة التي وجّهت ضد خاتمي اثناء المنافسة على رئاسة الجمهورية، وتميزتا بخطاب حاد، واتهمها خاتمي ب "الاهانة ونشر أكاذيب ومخالفة قانون الانتخابات". وبعد ما يزيد عن سنة، حدّدت محكمة طهران موعداً للجلسة، ووجه رئيس الشعبة الرقم 1410 التابعة لمحاكم طهران رسالة رسمية الى خاتمي في هذا الشأن. لكن خاتمي صرف النظر عن دعواه وتراجع عن شكواه، ووجه مدير مكتبه محمد علي أبطحي رسالة الى المحكمة يؤكد قرار رئيس الجمهورية. واشار خاتمي في رسالة سحب شكواه بسلبية بالغة الى من يحاولون "فرض الرأي والإكراه باسم المقدسات او الدين او الثقافة" والى من يعتبرون "القذف والسبّ وتوجيه التهم أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر"، مفضلاً ان "يكون المسؤولون رمزاً للصبر وسعة الصدر وتحمّل الاساءة واللاوفاء" مقرّاً بأن ذلك "هو الحدّ الادنى من الثمن الذي يجب ان ندفعه من اجل مأسسة النقد والحرية ضمن القانون" واصفاً النقد بأنه "هدية إلهية". ويذكر ان "شلمجة" و"يا لثارات الحسين" استهدفتا خاتمي شخصياً العام الماضي، ونشرت "يا لثارات الحسين" عشية الانتخابات ملفاً لم يغفل عن تهمة بالليبرالية والانحراف عن الدين والزندقة الا ووجها لخاتمي، وتضمن مقالات ووثائق اتضح انها مركّبة ونُظِرَ اليها على انها "اهانة كبرى" لشخص خاتمي، وجلبت استنكار معظم أطراف الطبقة السياسية. على صعيد آخر أ ف ب، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية ان خاتمي عيّن أمس محمد علي صدوقي في منصب نائب الرئيس للشؤون البرلمانية والقضائية. وحل صدوقي، وهو أحد المقربين إلى الرئيس الإيراني، محل عبدالواحد موسوي لاري الذي أصبح وزيراً للداخلية. وكان صدوقي 50 عاماً، وهو نجل أحد كبار المراجع الدينية في اقليم يزد وسط، يشغل منصب الممثل الشخصي لمرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي في الاقليم، وهو سيحتفظ بهذا المنصب