بعث الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد برسائل الى وزراء الخارجية العرب تتعلق بمشروع قرار تقدمت به ليبيا الى الأمانة العامة بنداً في جدول أعمال اجتماعات مجلس الجامعة في 16 ايلول سبتمبر المقبل. وينص مشروع القرار على دعم طرابلس في سعيها الى ضمانات، كي تستطيع إقناع الرأي العام الليبي بقبولها تسليم المتهمين في قضية لوكربي. وعلمت "الحياة" ان مشروع القرار المطروح للنقاش والتعديل يدعو الى ربط تسليم المتهمين بحصول ليبيا على اجابات اثر دعوتها الأطراف المعنية الى حوار لتحديد آليات تنفيذ قرار مجلس الأمن. وشددت طرابلس، في اتصالات مع الجامعة العربية امس، على ان ذلك "لا يعني قبولاً مشروطاً لقرار مجلس الأمن ... ليبيا قبلت القرار لكن البحث في التنفيذ يحتاج الى حوار وتقديم ايضاحات في شأن قضايا اساسية ... وهذا حق طبيعي للمشتبه فيهما ولليبيا صاحبة الولاية". على صعيد آخر، أكد الدكتور عبدالمجيد في اتصالات مع الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان، اهمية وجود ثقة متبادلة بين أطراف لوكربي، وعرضا امكانات التعاون في تنفيذ قرار مجلس الأمن. ولوحظ ان عبدالمجيد بحث مع مستشاريه في اصدار الجامعة بياناً خاصاً بالتطورات الأخيرة في قضية لوكربي، بعدما كانت اكتفت بتصريحات للأمين العام خلال زيارته بيروت قبل أيام. وأكدت مصادر الجامعة ان البيان سيصدر في غضون ساعات لبلورة وجهة نظر واحدة في التعامل مع طلب ليبيا الحوار ورفض بريطانيا واميركا هذا الطلب. في الوقت نفسه شددت مصر على "أهمية اقتناص فرصة نادرة لتسوية قضية لوكربي" على اساس قانوني. ودعت أطراف القضية الى اعطاء دفعة جديدة للتطورات الأخيرة. وشجعت خصوصاً اميركا وبريطانيا على تقديم "إجابات شافية" عن أسئلة ليبية "مشروعة" في ما يتعلق بتنفيذ قرار مجلس الأمن. وقالت مصادر مصرية لپ"الحياة" ان "حصول ليبيا على اجابات تتعلق بصيغة تسليم المشتبه فيهما وجهة الاستلام وضماناته علاوة على الضمانات الخاصة بحقوقهما اثناء سير اجراءات العدالة وكفالة حق الدفاع لمحاميهما وجهة تنفيذ الحكم في حال الادانة وتنظيم استدعاء الشهود وطبيعة مساعدة السلطات الليبية طلب هيئة المحكمة تقديم أدلة - حسب قرار مجلس الأمن - وطبيعة هذه الطلبات... كلها أمور طبيعية منعاً للشك والريبة". وتساءلت: "ماذا يضير القضية وسير العدالة اذا تمت الإجابة؟". من جهة أخرى، استقبل رئيس جنوب افريقيا نلسون مانديلا أمس الأحد وزير الخارجية الليبي عمر المنتصر الذي اطلعه على آخر تطورات قضية لوكربي. وأفادت مصادر ليبية وجنوب افريقية متطابقة أن مانديلا استقبل المنتصر الذي يرأس الوفد الليبي فى قمة عدم الانحياز التى تفتتح أعمالها الاربعاء فى ديرباث فى لقاء منفرد فى مقره فى الكاب. وصرح مصدر قريب من حكومة جنوب افريقيا لوكالة فرانس برس ان اللقاء تركز على هذه المسألة فقط. وكان مانديلا بحث في القضية مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في اتصال هاتفي السبت. واكدت ليبيا ان مانديلا "قام بدور كبير فى البحث عن تسوية للأزمة التي أثارتها هذه القضية" بين ليبيا والولايات المتحدة