أمير تبوك يستقبل المواطن مطير الضيوفي الذي تنازل عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى    نائب أمير جازان يفتتح المعرض التقني والمهني بالمنطقة    انعقاد الاجتماع التشاوري للدورة 162 لمجلس الوزاري الخليجي    الأمير عبدالعزيز الفيصل يتحدث عن نمو السياحة الرياضية    المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء في جميع مناطق المملكة    على نفقة أمير تبوك.. توزيع معونات الشتاء في قرى وهجر ومراكز المنطقة    آل دغيم يهنيء سمو محافظ الطائف ومجتمع الطائف بهذه الخطوة التنموية    "الأمن السيبراني".. خط الدفاع الأول لحماية المستقبل الرقمي    استشهاد تسعة فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يعقد اللقاء السابع عشر    "محافظ محايل" يؤدي صلاة الاستسقاء مع جموع المصلين    الإحصاء: ارتفاع الإنفاق على البحث والتطوير بنسبة 17.4 % خلال عام 2023    القيادة تهنئ رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية بذكرى استقلال بلاده    اليونسكو: 62% من صناع المحتوى الرقمي لا يقومون بالتحقق الدقيق والمنهجي من المعلومات قبل مشاركتها    انخفاض أسعار النفط وسط زيادة مفاجئة في المخزونات الأميركية وترقب لاجتماع أوبك+    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الاستسقاء في جامع الإمام تركي بن عبدالله    بالتضرع والإيمان: المسلمون يؤدون صلاة الاستسقاء طلبًا للغيث والرحمة بالمسجد النبوي    محافظ صبيا يؤدي صلاة الإستسقاء بجامع الراجحي    السعودية ترأس اجتماع المجلس التنفيذي ل«الأرابوساي»    27 سفيرا يعززون شراكات دولهم مع الشورى    1500 طائرة تزيّن سماء الرياض بلوحات مضيئة    «الدرعية لفنون المستقبل» أول مركز للوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا    في «الوسط والقاع».. جولة «روشن» ال12 تنطلق ب3 مواجهات مثيرة    الداود يبدأ مع الأخضر من «خليجي 26»    المملكة تشارك في الدورة ال 29 لمؤتمر حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي    مصير غزة بعد هدنة لبنان    وزير الصحة الصومالي: جلسات مؤتمر التوائم مبهرة    السياحة تساهم ب %10 من الاقتصاد.. و%52 من الناتج المحلي «غير نفطي»    شخصنة المواقف    سلوكياتنا.. مرآة مسؤوليتنا!    النوم المبكر مواجهة للأمراض    التركي: الأصل في الأمور الإباحة ولا جريمة ولا عقوبة إلاّ بنص    النضج الفكري بوابة التطوير    غولف السعودية تكشف عن المشاركين في البطولة الدولية    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    الشائعات ضد المملكة    نيمار يقترب ومالكوم يعود    الآسيوي يحقق في أداء حكام لقاء الهلال والسد    بحث مستجدات التنفس الصناعي للكبار    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان يُعيد البسمة لأربعينية بالإنجاب بعد تعرضها ل«15» إجهاضاً متكرراً للحمل    المملكة ضيف شرف في معرض "أرتيجانو" الإيطالي    تواصل الشعوب    ورحل بهجة المجالس    في الجولة الخامسة من يوروبا ليغ.. أموريم يريد كسب جماهير مان يونايتد في مواجهة نرويجية    الزميل العويضي يحتفل بزواج إبنه مبارك    احتفال السيف والشريف بزواج «المهند»    يوسف العجلاتي يزف إبنيه مصعب وأحمد على أنغام «المزمار»    «واتساب» تختبر ميزة لحظر الرسائل المزعجة    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    باحثة روسية تحذر الغرب.. «بوتين سيطبق تهديداته»    تقليص انبعاثات غاز الميثان الناتج عن الأبقار    "الأدب" تحتفي بمسيرة 50 عاماً من إبداع اليوسف    اكتشاف الحمض المرتبط بأمراض الشيخوخة    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكد ل "الحياة" أن المطلوب تنفيذ قرارات قمة القاهرة بوقف التعامل مع إسرائىل . خدام : الأساس لإستعادة الأراضي ومواجهة التحديات تصحيح الأوضاع العربية وضغوط جدية على أميركا
نشر في الحياة يوم 03 - 08 - 1998

أكد نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام في حديث الى "الحياة" ان الاساس لاستعادة الاراضي العربية المحتلة ومواجهة التحديات وقيام دور أميركي فعال هو تصحيح الاوضاع العربية أولاً، ثم ممارسة ضغوط جدية على الولايات المتحدة من اجل تخفيف الضغوط الاسرائىلية عليها. ولفت الى ان سورية تواصل العمل لتجاوز "معاناة الوضع العربي العام" من أجل ظروف افضل ومناخ أكثر صحة.
ولم ير من الناحية النظرية ان ثمة عقبات امام انعقاد القمة العربية، لكنه لاحظ من الناحية الواقعية ان بعض الدول العربية لا يريد التزام تنفيذ قرارات قمة القاهرة. وشدد على ان القمة يجب ان تعقد بعد التثبت من ان هناك قرارات واجراءات. وشدد أيضاً على ان المطلوب ليس إلغاء اتفاقات السلام المعقودة، بل حماية خيار السلام، وتنفيذ قرارات قمة القاهرة التي تدعو الى وقف التعامل مع اسرائىل.
واعتبر خدام ان ما يعوق الدور الفاعل لأوروبا هو الوضع العربي، مشيراً الى ان ثلث الدول العربية يتعامل مع اسرائىل فكيف يُطلب من اوروبا ان تتخذ اجراءات عملية للضغط على الدولة العبرية؟
وهنا نص الحديث:
أمام جمود عملية السلام وتراجع الحديث عن قمة عربية وتراجع الدور الأميركي، هل هناك بدائل ممكنة لإعادة تنشيط مسيرة السلام؟ كيف يمكن الخروج من هذا الجمود؟
- بصراحة إن الأساس في كل ما يتعلق بالمنطقة، كل مايتعلق بمستقبل العرب ومصالحهم، سواء لاستعادة أراضينا المحتلة أو مواجهة التحديات المحيطة بها أو توفير القدرة على التصدي للمخاطر التي تهدد هذا المستقبل، أساس كل ذلك هو معالجة الأوضاع العربية. عندما يستطيع العرب معالجة أوضاعهم ويتمكنون من الانتقال من الوضع الحالي في العلاقات العربية إلى وضع أكثر تصميماً وأكثر ارتباطاً بالمصالح القومية وأكثر وضوحاً في رؤية المخاطر عندئذ سيستعيد المجتمع العربي والدولي قدراته في ممارسة الضغوط الجدية على اسرائيل.
الولايات المتحدة تخضع الآن لضغوط من اتجاه واحد هو اتجاه اسرائيل عبر وسائل ووسائط مختلفة. أين هو الآن الضغط العربي لمواجهة الضغط الاسرائيلي، في كل المجالات سواء المجال الاعلامي في الساحة الأميركية أو السياسي أو في مجال الإدارة أو الكونغرس؟ إذا كنا نتوقع دوراً فعالاً ذا تأثير للولايات المتحدة، يجب أولاً تصحيح الوضع العربي وممارسة ضغوط جدية على الولايات المتحدة مما يؤدي إلى تخفيف الضغوط الاسرائيلية. وهذا يطلق الفرصة لدور أميركي فعال وجدي لتنفيذ المبادرة الأميركية التي قامت على أساسها عملية مدريد.
هل هناك تحرك سوري على مستوى العالم العربي لتشكيل هذه القوة العربية الضاغطة؟
- في الواقع يحتاج الأمر إلى أكثر من تحرك. يحتاج إلى جملة اتصالات ولقاءات ومناقشات للاجابة عن السؤال كيف وصل العرب إلى هذا الوضع، ولماذا وإلى متى يمكن الاستمرار في مثل هذه الأوضاع التي تنتهك فيها الأرض العربية والكرامة العربية والحقوق العربية والثروات والموارد العربية؟ لا شك في ان هناك اتصالات جرت وتجرى ونحن مستمرون في العمل للتوصل إلى المرحلة التي تساعدنا جميعاً على تجاوز معاناة الوضع العربي العام وما يدفع المنطقة والساحة العربية إلى ظروف أفضل وإلى مناخ أكثر صحة.
القمة العربية
ما هي اذن العوائق التي تعترض عقد القمة العربية التي كثر الحديث عنها؟ هل ان أميركا غير راغبة فيها؟ وهل صحيح ماتردد عن شروط او عن رفض بعض العرب بنوداً وقضايا تريد دمشق ادراجها في جدول الاعمال؟ ما الذي يعترض انعقاد هذه القمة؟
- إذا أخذنا الأمور بشكل موضوعي وكما يجب أن تكون، ليست هناك عقبة أمام مؤتمر القمة من الناحية الموضوعية ثم من الناحية النظرية. لكن من الناحية الواقعية هناك عقبات تتمثل في أن بعض الدول العربية لا يريد التزام تنفيذ قرارات قمة القاهرة التي عقدت عام 1996، ولا ترى هذه الدول أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عملية ومدروسة لمواجهة التعنت الاسرائيلي. نحن نرى أن مؤتمر القمة يجب أن ينعقد، ولكن ان يعقد مؤتمر للقمة يصدر عنه بيان إعلامي، فإن هذا سيضعف الموقف العربي وسيزيد الموقف الاسرائيلي تعنتاً. القمة العربية - عندما تقرر الدول العربية عقدها - تعقد بعد التثبت من أن هناك قرارات عملية وإجراءات تسير باتجاهين : الاتجاه الأول افهام الاسرائيليين أن سياسة حكومتهم ستؤدي إلى مزيد من الحصار لإسرائيل ومزيد من الاضرار بمصالحهم. والاتجاه الثاني هو التوجه نحو العالم بأن العرب سئموا استمرار هذا الوضع في المنطقة ولا يمكن أن يبقى مصيره مرتبطاً بالقرار الاسرائيلي.
بعض الدول العربية يقول إن قمة القاهرة لم تتخذ قرارات بل توصيات.
- أولاً ان هذا احتيال لفظي على الوضع. القمة لاتتخذ توصيات، تتخذ قرارات. القمة هي أعلى مؤسسة عربية، لوكان الأمر اجتماعاً لوزراء خارجية لقبلنا بالقول إن هذه توصيات ترفع إلى القمة. لكن قرارات القمة، وهي أعلى مؤسسة عربية، قرارات وليست توصيات. توصي لمن؟ هل هناك مؤسسة أعلى؟ هل هناك في الدول أعلى من رؤساء الدول الذين شاركوا في هذه القمة؟
ثانياً لنفترض جدلاً أنها توصيات، انها تقول: "اذا لم تعد الحكومة الاسرائيلية النظر في سياساتها المعلنة في برنامجها الانتخابي، فإن العرب سيفعلون كذا وكذا...". وبعد مضي سنتين ماذا نرى؟ نرى استمراراً في الاستيطان والتهويد وتوسيع القدس وتصفية الوجود العربي في القدس، واستمراراً في احتلال الجولان ورفض المفاوضات، واستمراراً في احتلال جنوب لبنان، واستمراراً في إذلال الشعب الفلسطيني وفرض شروط جديدة كل يوم. هل هذه الأمور كلها غير كافية لتنفيذ التوصيات؟ إذا كانت حكومة بنيامين نتانياهو فعلت كل ذلك كيف، يرى بعضهم هذه توصيات ويجب عدم القيام بأي عمل؟ ومتى تنفذ هذه التوصيات اذا كان كل ما قامت به الحكومة الاسرائىلية لا يستدعي تنفيذها؟ ما هي الأمور التي تستدعي تنفيذ مثل هذه التوصيات؟
بعضهم يقول إن هناك اتفاقات سلام وهذه التوصيات أو هذه القرارات تتعارض مع اتفاقية السلام، وان كل دولة اتخذت اجراءات تتعلق بممارستها السيادة. أولا ليس المطلوب إلغاء اتفاقات السلام، لكن المطلوب حماية خيار السلام. هل يمكن حماية خيار السلام باستمرار قبول التعنت الاسرائيلي والرفض الاسرائيلي؟ هل الشعب العربي مجموع لا وجود له؟ ألا تؤدي السياسة الاسرائيلية إلى حالة من القلق والاضطراب في المنطقة؟ نحن نقول نريد حماية خيار السلام من الحكومة الاسرائيلية التي تطعن هذا الخيار.
من جهة ثانية، يجري الحديث عن التزام اتفاقات السلام. جيد ولكن أين التزام الحكومة الاسرائيلية السلام ومتطلبات السلام وموجباته؟ لماذا يريد الجانب العربي أن يتمسك بالتزاماته في الوقت الذي تتعنت اسرائيل وتزيد ممارساتها التي تعطل عملية السلام؟ اضافة إلى ذلك، هناك اتفاقات بين العرب في ما يتعلق بالصراع العربي - الاسرائيلي، هناك قرارات قمة. فلماذا يكون التزام بعض العرب أمام إسرائيل ولا يكون ثمة التزام أمام العرب؟
هل يعني ذلك ان التقدم نحو القمة العربية لايتطلب إلغاء الاتفاقات المبرمة... وان المطلوب تجميد الاتصالات والعمل بالاتفاقات؟
- المطلوب تنفيذ قرارات قمة القاهرة لا أكثر ولا أقل، وهي تدعو إلى وقف التعامل مع اسرائيل إلى أن تعيد النظر في سياساتها. الأمر الآخر الذي نريد التحدث عنه، هو حديث بعضهم عن السيادة وأن هذه الاتفاقات أو تلك السياسات هي جزء من حق الدولة في ممارسة السيادة. إذا كان الأمر كذلك فلماذا تعقد القمم؟ لماذا ميثاق الجامعة العربية؟ لماذا الاتفاقات العربية؟ لماذا نتمسك بمسألة السيادة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل ولا نتمسك بهذه المسألة، بل نتخلى عنها عندما يتعلق الأمر بالحقوق العربية؟
دور أوروبا
في ضوء نتائج زيارة الرئيس حافظ الأسد لباريس، هل تعتقدون بأن فرنسا، وبالتالي أوروبا، قادرة فعلاً على أداء دور فاعل في عملية السلام، وما هو موقف دمشق من المبادرة المصرية - الفرنسية لعقد مؤتمر لإنقاذ السلام؟
- الصراع في المنطقة له أبعاد عدة. هناك بعد إقليمي عربي - إسرائيلي وانعكاساته على العرب والاسرائيليين وعلى الجوار العربي، خصوصاً أن الاسرائيليين أعلنوا أن حدودهم الأمنية تصل إلى باكستان. إذاً منطقة الوطن العربي وجوارها تتأثران بهذا الصراع. وهناك بعد أوروبي فأوروبا تتأثر مباشرة بهذا الصراع سياسياً واقتصادياً وأمنياً. وهناك بعد عالمي نظراً الى تأثير مجمل حركة الصراع في الأمن والسلم الدوليين والمصالح العالمية، وذلك نظراً الى أهمية موقع الوطن العربي من جهة، ولما يختزن من ثروات وموارد وأهميته الاستراتيجية الهائلة.
لذلك أمر طبيعي أن تتحسس أوروبا بهذا الصراع وأن يكون لها دور. ان اوروبا عندما تبحث عن دور، فهي لا تبحث عنه لأسباب إنسانية وإنما تبحث عن سبل حماية مصالحها. ما دام أن لها مصالح يجب أن يكون لها دور يوازي هذه المصالح. ونحن نريد هذا الدور، وعندما كانت هناك مناقشات في "اتفاق نيسان" عام 1996 بعد مجزرة قانا في جنوب لبنان، أصر الرئيس حافظ الأسد على أن يكون في لجنة الرقابة ممثل أوروبا وهي فرنسا. هذه المسألة بالنسبة الينا واضحة عن قناعة من جهة وعن مصالح من جهة ثانية.
ما الذي يعوق الدور الفاعل لأوروبا؟
- إنه الوضع العربي. أنت لاتستطيع أن تطلب من أوروبا ومن أي دولة في العالم أن تتجاوز خطوطاً معينة مادمت انت في الوطن العربي لم تتجاوز هذه الخطوط. أنت لا تستطيع أن تطلب من أوروبا ومن أي دولة في العالم أن تتخذ إجراءات عملية للضغط على اسرائيل وثلث الدول العربية يتعامل مع إسرائىل. إذاً إن أي دور لأي دولة أو مجموعة دولية مرتبط أساساً كما أشرت قبل قليل بالوضع العربي وبالدور العربي.
لماذا تتريث دمشق اذن في اعلان موقفها من المبادرة الفرنسية - المصرية لعقد مؤتمر لإنقاذ السلام؟
- نحن ندرس هذه المبادرة، وناقشناها خلال زيارة سيادة الرئيس الأسد لفرنسا وأيضاً خلال لقائه الرئيس مبارك. وبالتالي نجري مناقشات واتصالات للتوصل إلى موقف نهائي.
كيف تصفون العلاقات بين دمشق وواشنطن في ضوء تراجع الراعي الأميركي عن ممارسة دوره الفاعل لتحريك المفاوضات؟
- العلاقات عادية والاتصالات قائمة بين العاصمتين. وتؤكد الإدارة الأميركية أنها ستستمر في بذل الجهود لاستئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني والاتصالات قائمة، ولا شيء جديداً في هذا الموضوع.
عندما تركز دمشق على "الشمولية" لاستئناف المفاوضات، هل تعني تحريك المسارين السوري واللبناني فقط من دون الفلسطيني مثلاً؟
- أولاً نحن ندعو إلى سلام شامل، وما أخذناه على بعض الأطراف العربية هو الانفراد. وحذرنا في كل مرحلة من مخاطر هذا الانفراد وأضراره الجسيمة. والجميع يدرك هذه المخاطر لأنه يعيشها ويتحسسها، وبالتالي نحن ندعو إلى السلام الشامل. ان المفاوضات مجمدة على المسارين السوري واللبناني ولم تتوقف على مسارها الفلسطيني. عندما يقال إن المفاوضات متوقفة على المسار الفلسطيني فتحت أي عنوان نضع ما يجري من اتصالات ولقاءات؟ ان أي لقاء بين فريقين مختلفين هو مفاوضات ومحادثات. هل هذه اللقاءات تجرى من أجل أن يطمئن هذا الفريق الى صحة الفريق الآخر؟ إطلاقاً، يجرى حديث وحوار، والمفاوضات لم تتوقف على المسار الفلسطيني.
إذا تعهدت حكومة نتانياهو ان تكون نهاية المفاوضات الانسحاب من الجولان في مقابل اتفاق سلام، هل سورية مستعدة مثلاً لمعاودة البحث في كل ما كانت توصلت اليه مع حكومة حزب العمل؟
- نحن طرحنا الأمر بشكل بسيط وواضح خلال المفاوضات مع حكومة اسحق رابين. توصلنا إلى الاتفاق على موضوعين أساسيين الأول الانسحاب إلى خطوط الرابع من حزيران يونيو 1967 والثاني أهداف الترتيبات الأمنية ومبادئها. وبقي عنصران قيد المناقشة لأن للسلام أربعة عناصر: الأرض والأمن وعلاقات السلام والبرنامج الزمني لكل ذلك. ثم جرت تغييرات في إسرائيل. ونحن جاهزون لاستئناف المفاوضات من حيث توقفت، وعلى أساس التزام الحكومة الاسرائيلية التزاماً لا لبس فيه وواضح لما تم الاتفاق عليه.
ما الذي أعاق توقيع بعض الاتفاقات التي توصلتم اليها مع حكومة حزب العمل؟
- إنها صفقة كاملة، لأنك عندما تتباحث في قضية السلام تتفق على كل عنصر وتنتقل الى غيره بعد ان تثبته في محضر المناقشات. وعندما تنتهي من العملية كلها يأتي القانونيون والفنيون لصوغ اتفاقية السلام. اتفقنا على موضوعين أساسيين من أصل أربعة وجرت التغييرات وجاءت حكومة نتانياهو.
هل ستشهد العلاقات السورية - العراقية مزيداً من التطور؟
- سيفتتح مكتبان تجاريان في دمشق وبغداد.
ومتى فتح السفارتين؟
- في العلاقات بين الدول العربية نحن نرى أن السفارات ليست هي الأساس.
رفع وتيرة العلاقات مع بغداد، هل هو لمواجهة التحالف التركي- الاسرائىلي؟
- في العلاقة التركية - الاسرائيلية يجب أن تكون الاجابة في الوضع العربي العام، وليس فقط في العلاقات بين البلدين تركيا واسرائىل لأن هذه العلاقات في المحصلة النهائية ستؤثر في الجميع. عندما يقوم حلف عسكري تركي - إسرائيلي ستكون انعكاساته على الجميع، لن يبقى بلد عربي في المشرق على الأقل بعيداً عن آثار هذا الحلف.
يزداد التصعيد التركي ضد سورية على رغم أن ملفي المياه و"حزب العمال الكردستاني" تقليديان في العلاقة بين البلدين؟
- يجب ان لا نفصل هذا الموضوع التصعيد عن الظروف الداخلية في تركيا.
هل هناك مخاوف سورية من لجوء تركيا الى مواجهة عسكرية؟
- في الواقع لا أعتقد بأن عاقلاً في تركيا أو سورية يبحث أو يريد أن يبحث عن مواجهة عسكرية بين البلدين لأسباب كثيرة. تحدث توترات ونحاول نحن احتواءها لأننا لا نريد لتركيا أن تبتعد عن موقعها الطبيعي في العالم الاسلامي، ولا أن تنقطع علاقاتها مع العالم العربي.
إذا استمر الجمود في المنطقة، هل تعتقد باحتمال وقوع حرب لملء الفراغ وتحريك الأوضاع مجدداً؟
- يجب ان يكون للحرب هدف. والحرب ليست كلمة سهلة في القاموس السياسي. وأعتقد بأن أي مغامرة عسكرية اسرائيلية في المنطقة ستكون لها نتائج خطيرة على المنطقة وعلى اسرائيل نفسها.
هل ما يمنع الحرب هو توازن الرعب من أسلحة الدمار؟
- ليس الموضوع موضوع توازن رعب، لكن الموضوع بمجمله وبجوانبه المختلفة وآفاقه المستقبلية والعوامل التي يتشكل منها الوضع في المنطقة، يجعل من المغامرة الاسرائيلية مسألة خطرة على أمن المنطقة وسلامها وأمراً مكلفاً لإسرائيل والعالم. من جهة ثانية لو كنت مكان نتانياهو فلماذا تلجأ الى تفجير الوضع في المنطقة ما دمت تتخذ ما تريد من اجراءات ولا تجد أمامك أكثر من بعض التصريحات؟
هل طوي الاقتراح الاسرائيلي لتنفيذ القرار 425 نهائياً؟
- اعتقد بأن الاسرائيليين يدركون ان هذه المناورة فقدت وهجها وليس أمامهم سبيل سوى استئناف المفاوضات والسلام الشامل.
كيف تقرأ دمشق كلام المسؤولين الأميركيين الأخير عن وجوب انسحاب القوات الأجنبية من لبنان؟ هل هو اشارة الى امكان تغيير الموقف الاميركي من العلاقة السورية - اللبنانية؟
- هذا كلام تقليدي نسمعه من اميركا منذ سنوات.
ما هو العائق امام اتخاذ موقف عربي اسلامي موحد من قضية القدس بصرف النظر عن كل الخلافات؟
- هو العائق نفسه الذي يحول دون اتخاذ موقف عربي من مجمل الصراع العربي - الاسرائيلي. موضوع القدس هو رمز حقيقي. وعندما تتابع الحكومة الاسرائيلية سياساتها في القدس ولا تُتخذ اجراءات عملية لحماية خيار السلام وحماية القدس، فإن هذا الأمر سيزيد درجة التعنت لدى اسرائيل.
اذا استمر الجمود وامتنعت الادارة الاميركية عن ممارسة أي ضغوط على اسرائيل، هل تحتمل الاوضاع في المنطقة العربية فترة انتظار طويلة؟
- ما حك جلدك مثل ظفرك. يعني السلام والكرامة والحرية والحقوق لا تسترد من الخارج، ولا يستطيع أحد أن يمنحنا إياها. إنها قضايا تنبثق من إرادتنا كأمة، ومن تصميمنا. أنا شخصيا واثق بان هذه المرحلة التي يعيشها العرب - وهي مؤلمة - لن تطول إطلاقاً، ولا بد من أن تجد الأمة العربية الطريق الذي يعيد اليها إمكاناتها وقدراتها على استعادة حقوقها. وعندئذ لن تكون بحاجة إلى أن تبحث أو تنتظر الترياق من هذه العاصمة أو تلك. الترياق هو هنا في الوطن العربي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.