واشنطن، بغداد - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - وصل ريتشارد بتلر، رئيس اللجنة الخاصة للأمم المتحدة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل أونسكوم، الى بغداد أمس وسط أجواء تنذر بأزمة جديدة بينها وبين مجلس الأمن، خصوصاً بعدما حذرت من أن "كل الخيارات مفتوحة" للتوصل الى رفع الحظر المفروض على العراق منذ ثمانية اعوام. واستقبلت الصحف العراقية وصول بتلر بحملة عنيفة شملت أيضاً الكويت بمناسبة مرور ثمانية أعوام على غزوها في الثاني من آب أغسطس 1990. وفي غضون ذلك أعلن أن المجلس الوطني البرلمان سيعقد اليوم جلسة طارئة لمناقشة التطورات المرتبطة بمسألة العقوبات. وعاد العراق الى التنديد ب "الجواسيس" الاميركيين العاملين داخل اللجنة الخاصة، فيما اتهمت صحفه الكويت بأنها تحولت "قاعدة أميركية للعدوان" وحذرتها من العواقب. ونادراً ما كانت الانتقادات العراقية لبتلر، الذي سيبدأ محادثاته مع المسؤولين العراقيين اليوم، على هذه الدرجة من الشدة. ويرافق بتلر وفد يتألف من 19 عضواً بينهم نائبه تشارلز دولفر والخبير سكوت ريتر الضابط السابق في البحرية الاميركية الذي تحمله بغداد مسؤولية اثارة أزمات عدة. وكانت القيادة العراقية حذرت الأسبوع الماضي من أن العراق قام بكل ما عليه القيام به من اجل رفع الحظر لكنه لم يحصل في المقابل على شيء. وذكرت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم أمس انه "إذا كان ريتشارد بتلر يتوهم ان لعبته يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية فإنه يتوهم فعلاً، فالعراق قيادة وشعباً لا يمكن أن يسمح لأي كان وتحت أي ظرف بأن تستمر هذه الحرب القذرة والمتمثلة بالحصار الى ما لا نهاية". يُشار إلى أن العلاقات بين العراق و"أونسكوم" توترت عندما أظهرت فحوص قام بها مختبر عسكري اميركي على بقايا رؤوس صواريخ أن العراق زود قبل حرب الخليج في 1991 عدداً من صواريخه رؤوساً تحوي غاز "في اكس" القاتل، الأمر الذي كانت بغداد تنكره على الدوام. وفي الذكرى الثامنة لغزو الكويت جدد العراق تأكيده ان الغزو كان عملاً من أعمال الدفاع عن النفس، واتهم الولاياتالمتحدة وزعماء الكويت بالتآمر عليه. واعتبرت صحيفة "الثورة" ان الكويت "لم تتعلم الدرس"، مضيفة انها تحولت "قاعدة اميركية للعدوان" على العراق. في السياق ذاته، أكدت صحيفة "واشنطن بوست" مجدداً أمس وجود خطة اميركية لإطاحة نظام صدام تنص خصوصاً على توحيد صفوف المعارضة العراقية ومحاكمة قادة بغداد بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وأشارت الى التقرير الذي أعدته الادارة الاميركية ويتألف من 27 صفحة ويتضمن تفاصيل موازنة بخمسة ملايين دولار خصصها الكونغرس لهذا الغرض.