وصف اعضاء في الكونغرس الاميركي المغرب بأنه بلد يلعب دوراً استراتيجياً من اجل إحلال السلام في منطقة الشرق الاوسط، في اشارة الى الجهود التي يبذلها العاهل المغربي الملك الحسن الثاني بهدف الدفع بمسيرة السلام في المنطقة. وجاء في رسالة وجهها اثنان وتسعون عضواً في الكونغرس الاميركي يمثلون الحزبين الجمهوري والديموقراطي، الاربعاء الماضي، الى الرئيس الاميركي بيل كلينتون، ان المغرب والولايات المتحدة "يحملان وجهات نظر متطابقة بشأن عدد من القضايا ذات الاهتمام الدولي"، في اشارة الى التنسيق المغربي - الاميركي بخصوص انعاش عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط، والجهود المبذولة من اجل ضمان الامن والاستقرار في منطقة حوض البحر الابيض المتوسط. وتقول الرسالة ان المغرب لعب دوراً مهماً في تكريس خيار السلام في منطقة الشرق الاوسط، و"عمل على تشجيع اقامة السلام بين اسرائيل والدول العربية، وتحسين فرص اقامة سلام أوسع في منطقة الشرق الاوسط". واشار اعضاء الكونغرس الى ان المغرب "أظهر دوماً تعلّقه الراسخ بالسلام والاستقرار والديموقراطية الدستورية"، وان السياسة التي تنهجها الرباط مكّنت من اقرار الامن والاستقرار في منطقة شمال افريقيا، في اشارة الى المخاوف من انتشار التوتر في المنطقة بالنظر الى اعمال العنف التي تعرفها الجزائر. وقال اعضاء الكونغرس ان المغرب "يمثّل حاجزاً امام التطرف الذي تشهده المنطقة، ويواصل الوقوف سداً منيعاً امام التطرف المستشري في المنطقة". ودعوا الادارة الاميركية الى تشجيع المغرب على "مواصلة لعب دور استراتيجي في المنطقة" والى اتخاذ "كافة الخطوات من اجل تعزيز التعاون الاميركي - المغربي، بالنظر الى الدور الذي تلعبه التنمية الاقتصادية في المساعدة على تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة". ونوّه اعضاء الكونغرس، من جهة اخرى، بالجهود التي يبذلها المغرب من اجل تسوية ملف الصحراء الغربية في اشارة الى دعمه الخطة الدولية للتسوية برعاية الوسيط الدولي جيمس بيكر لتنظيم استفتاء تقرير المصير في المنطقة، والمقرر في شباط فبراير المقبل. وأشاد الكونغرس بالتزام المغرب مبادئ حقوق الانسان واحترامه مبادئ الديموقراطية، واعتبر هذا الالتزام "مثالاً يُحتذى به في المنطقة"، واعتبر ان المغرب هو اول بلد في المنطقة "تصل فيه احزاب المعارضة الى الحكم بحرية عبر انتخابات شعبية"، في اشارة الى تولي الاشتراكي عبدالرحمن اليوسفي رئاسة الحكومة المغربية في البلاد بعد فوز حزبه بالمرتبة الاولى في الانتخابات الاشتراعية التي شهدتها البلاد في تشرين الثاني نوفمبر 1996، وتبني نظام الغرفتين في البرلمان بعد تعديل في دستورها واقرار التنظيم الجهوي. وتأتي رسالة الكونغرس الاميركي الى الرئيس كلينتون متزامنة مع انتهاء اعمال لجنة القدس التي استضافتها مدينة الدار البيضاء برئاسة العاهل المغربي الملك الحسن الثاني. ومعلوم ان البيان الختامي للجنة القدس دعا البلدان التي بدأت اقامة علاقات مع اسرائيل في اطار عملية السلام الى معاودة النظر في علاقاتها مع اسرائيل الى حين انصياعها لالتزامات السلام.