كينشاسا، غوما - أ ف ب - أفاد مراسل وكالة "فرانس برس" ان عشرات الآلاف من سكان الاحياء الشرقية في كينشاسا غادروا امس الجمعة منازلهم للتوجه الى غرب كينشاسا هرباً من المعارك التي تدور بين القوات الحكومية والمتمردين الذين تسللوا الى العاصمة. وشوهد السكان يحملون حاجاتهم فوق رؤوسهم ويقتادون أطفالهم أو ذويهم من العجائز وهم يغادرون الاحياء الشرقية للعاصمة التي تشهد منذ الأربعاء قتالاً بين القوات الحكومية والمتمردين، بحثاً عن مأوى لهم عند أقارب أو أصدقاء. وكان النزوح كثيفاً بصورة خاصة في حي ماسينا وحي كيمباسكى القريبين من المطار حيث يقيم قرابة المليون نسمة. وازدحمت جادة "لومومبا" التي تفصل بين الحيين لمسافة تفوق الستة كيلومترات بالمارة الذين يقصدون أحياء أكثر أماناً قبل حظر التجول الذي يبدأ مساء. ورفعت القوات المسلحة الكونغولية عدداً من حواجزها في العاصمة كينشاسا. وأفاد شهود عيان ان غالبية الحواجز التي كانت الخميس أزيلت امس من وسط العاصمة ومن مفاصل الطرق الرئيسية. في غضون ذلك، دعا رئيس هيئة أركان القوات الكونغولية جوزيف كابيلا امس الجنود الكونغوليين الشبان "الذين ضلوا الطريق في مغامرة التوتسي الى إلقاء سلاحهم فوراً والانضمام الى صفوف الجيش النظامي". واعتبر كابيلا وهو نجل الرئيس لوران ديزيريه كابيلا في بيان بثته اذاعة "صوت الشعب" الرسمية انه في الوضع الحالي للاحداث، "خدع المتواطئون من الكونغوليين واستخدموا كدروع واقية للمعتدين التوتسي من رواندا وأوغندا". وقال ان الدعم انقطع عن هؤلاء الجنود بعد فرار الروانديين والاوغنديين من جنوبالكونغو "بعد تدمير قواتهم". الى ذلك، اتهمت رواندا الرئيس الكونغولي بپ"ارتكاب إبادة" ضد التوتسي. وتعليقاً على نشر شبكات التلفزيون العالمية مساء امس صوراً عن كينشاسا تظهر خصوصاً جثثاً متفحمة وجنوداً كونغوليين يردون رجلاً كانوا يلاحقونه، قالت مصادر الرئاسة الرواندية أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي في حين يتعرض هؤلاء المواطنين للمجازر. وأضافت المصادر نفسها ان "كابيلا يقوم بارتكاب إبادة ورسالته واضحة. لقد نشر رسائل إبادية مصورة على موجات الأثير والضحايا هم التوتسي. نحن كنا على علم بأنه يعد لإبادة، لأنه يستعمل الوسائل نفسها التي استعملها هابياريمانا في العام 1994".