عقد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع مساء اول من امس لقاء منفرداً مع الرئيس جاك شيراك في قصر الاليزيه، وذلك خلال زيارة خاطفة قام بها الوزير لباريس. في غضون ذلك، اكد شيراك امس ان باريس "لن تقبل بالموت المبرمج لعملية السلام"، مشيراً الى انه اتصل هاتفياً بالرئيس كلينتون الذي يقضي اجازة مع عائلته وبحث معه مجدداً في امكان عقد مؤتمر انقاذ السلام. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان الرسالة التي نقلها الشرع الى شيراك من الرئيس حافظ الأسد تتعلق بالمسار السوري - الاسرائيلي. وكانت الناطقة باسم الاليزيه كاترين كولون صرحت بأن الاسد رغب في ابداء رأيه في شأن الوضع في المنطقة وعملية السلام خصوصاً ان الجانبين ابديا تشاؤماً ازاء التطورات المرتبطة بالمسيرة السلمية. وخيم الكتمان في الاوساط الفرنسية المسؤولة في شأن فحوى اللقاء ودواعيه، واكتفت المصادر بالقول انه يدخل في اطار المشاورات المستمرة بين سورية وفرنسا، مضيفة ان اللقاء كان منفرداً. على صعيد آخر، قال شيراك امس في كلمة القاها خلال افتتاح المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين ان باريس "لن تقبل بالموت المبرمج لعملية السلام"، ولذا اقترحت ومصر عقد مؤتمر قمة انقاذ السلام على الأراضي الفرنسية او المصرية، من دون مشاركة اطراف النزاع في المرحلة الأولى، حتى يكون هدفه اعادة تأكيد كل ما تم التوصل اليه حتى الآن وتحديد شروط اعادة دفع مساري عملية السلام. وأضاف انه من اجل الاعداد لهذه القمة سيعقد في باريس في الوقت المناسب اجتماع لكبار الموظفين العرب والاميركيين والروس والأوروبيين. وعلمت "الحياة" من مصدر فرنسي مطلع ان شيراك اتصل هاتفياً بالرئيس بيل كلينتون في جزر موريشيوس حيث يقضي اجازته منذ اسبوعين، وتطرق معه الى موضوع قمة انقاذ السلام، لكن الجانب الاميركي ما يزال يترقب بعض النتائج. والموقف الاميركي الذي عبّر عنه كلينتون مفاده ان واشنطن ليست ضد الفكرة، وانها مستمرة في درسها تقنياً. لكنه اضاف: "في الوقت الحاضر لا تفعلوا شيئاً يؤخر او يعقد جهودنا لأننا نأمل في اقناع اسرائيل". ويرى الجانب الفرنسي ان الاقتراحات الاسرائيلية ليست ذات جدوى بالمقارنة مع الاقتراح الاميركي وانها بمثابة دوران حول الموقف نفسه، فالوضع ما يزال متدهوراً والرئيس الفرنسي قلق جداً حياله. من جهة اخرى، تطرق شيراك خلال كلمته امام السفراء الفرنسيين الى الوضع في ايران وقال ان الحوار الفرنسي - الاميركي حولها عاد ليصبح ايجابياً. وقال ان فرنسا تراقب باهتمام بالغ التطورات في هذا البلد الكبير الذي سنستقبل خلال الاشهر المقبلة كبار مسؤوليه. واضاف ان ايران تواجه من جانبها مخاطر زعزعة الوضع الاقليمي الناجمة عن التطورات الاخيرة المقلقة في افغانستان، وانها اذا تمسكت بخياراتها سيكون بامكانها ان تلعب دوراً رئيسياً وبناءً، وهذا هو مغزى الحوار الفرنسي - الايراني الذي اعيد اطلاقه عبر زيارة وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين لطهران.