في وقت ابقت ليبيا العالم في حال ترقب أمس انتظاراً لردها على الإقتراح الأميركي - البريطاني المتعلق بقبول محاكمة المتهمين الليبيين في قضية لوكربي في لاهاي، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد ان اعتراض طرابلس عليه "غير مطروح" لان الاقتراح يشكل استجابة لإقتراح عربي - ليبي بهذا المعنى. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن عبدالمجيد قوله للصحافيين اثر لقائه السفير البريطاني في القاهرة السير ديفيد بلاذرويك: "نرحب باستجابة الولاياتالمتحدة وبريطانيا الاقتراح العربي - الليبي الذي كنا نطالب به منذ ثلاث سنوات". واضاف عبدالمجيد رداً على سؤال حول ما اذا كان من الممكن ان ترفض ليبيا الاقتراح: "هذا غير مطروح اصلاً، لأن الاقتراح هو اقتراح عربي - ليبي وهو مستجاب له". وكانت واشنطن ولندن اعلنتا الاثنين موافقتهما على محاكمة الليبيين المشتبه بهما في لاهاي وفق القانون الاسكوتلندي وامام قضاة اسكوتلنديين. ونفى عبدالمجيد وجود مهلة لتسليم المشتبه فيهما عبد الباسط المقراحي والأمين خليفة فحيمة. وقال رداً على سؤال في شأن اشتراط الولاياتالمتحدة قبول الاقتراح كله او رفضه كله: "هذا الموضوع مهم ويشغلنا، ولا بد من التحدث في كل الامور المرتبطة بتنفيذه من قبل الطرفين بحسن نية من أجل وضع حد لمأساة مستمرة منذ عشر سنوات". وقال عبدالمجيد انه ابلغ أمين اللجنة الشعبية للاتصال الخارجي الليبي وزير الخارجية عمر المنتصر بالموقف البريطاني - الاميركي "الذي يتفق مع المقترحات التي اعلنتها الجامعة العربية ووافقت عليها ليبيا". وتابع: "ما من شك في ان استجابة الولاياتالمتحدة وبريطانيا هي استجابة مهمة، لكن لا يزال امامنا عمل طويل وشاق حتى نضمن محاكمة عادلة ونضمن حقوق المشتبه فيهما". وأردف انه بعد تلقي التبليغ الرسمي سيبدأ "التشاور والتنسيق مع الدولة صاحبة الشأن، وهي ليبيا، والامين العام للامم المتحدة" كوفي انان، و"هذا يحتاج الى بعض الوقت". وكان عبدالمجيد اعلن الاثنين ان توافق الاقتراح الاميركي البريطاني مع الاقتراح العربي يعني بداية حل الازمة وصولا الى رفع الحظر الجوي والعسكري الذي تخضع له ليبيا منذ 1992 بسبب رفضها تسليم واشنطن ولندن مواطنيها المتهمين بالتورط في انفجار طائرة "بان أم" الاميركية فوق لوكربي في 1988، وهو الإنفجار الذي تسبب في مقتل 270 شخصاً. وكان الرئيس حسني مبارك قال في تصريحات خلال لقائه مساء اول من امس طلاب جامعة الاسكندرية، ان بلاده "تبذل كل الجهد وتساعد ليبيا في كل المحافل الدولية لإنهاء الحصار الذي طال لاكثر من ست سنوات" منذ نيسان ابريل 1992. وفيما وصف مبارك التطور في الموقفين الاميركي والبريطاني بأنه "مبادرة للتوصل الى حل مقبول"، عُلم أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي دعا الرئيس حسني مبارك وعدداً من القادة العرب لزيارة طرابلس للمشاركة في الاحتفال بالذكرى ال 29 لثورة الفاتح من ايلول سبتمبر 1969. ولاحظت وكالة "رويترز" في تقرير من تونس ان ليبيا أبقت أمس العالم في حال ترقب انتظارا لردها على الخطة الاميركية - البريطانية المتعلقة بمكان المحاكمة. ولم تورد وسائل الاعلام الليبية أي رد على هذا الاقتراح الذي اعلنته واشنطن ولندن الاثنين. ونقلت الوكالة عن "مصدر ليبي قريب من القضية": "اننا ندرس التقارير المتعلقة بخطة المحاكمة لذلك لا تعليق لدينا في الوقت الراهن". كذلك نقلت عن "مصادر في طرابلس" لم تسمها ان وزير الخارجية عمر مصطفي المنتصر كان في مكتب الزعيم الليبي معمر القذافي يتابع تغطية محطات التلفزيون الفضائية العالمية للخطة الاميركية - البريطانية. ولم يتسن الاتصال بمسؤولين من الوزارة للتعليق. وابلغ ابراهيم الغويل رئيس طاقم الدفاع عن المتهمين الليبيين "رويترز" الشهر الماضي انهما سيقبلان المحاكمة في لاهاي "اذا ضمنت لهم ظروف محاكمة عادلة تحمي حقوقهما اثناء المحاكمة وبعدها". واضاف المحامي في ذلك الوقت ان موكليه المقراحي وفحيمة مقتنعان بان محاكمتهما في مكان محايد هي افضل حل ممكن. وتابع انه يتعين الا يتم تسليمهما بل ان يسلما نفسيهما طوعاً فور اقتناع فريق الدفاع بان المحاكمة ستكون عادلة. وفي باريس، رحبت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن غازو سوكري باقتراح واشنطن ولندن محاكمة المتهمين الليبيين في لاهاي. وقالت انه "تطور ايجابي". وعبّرت عن أمل فرنسا بأن يؤدي الى "تحديد المسؤوليات وإعادة الحق الى عائلات الضحايا". وأضافت: "نتمنى ان تُنفّذ العدالة" في هذه القضية. وفي عمان، وصف وزير الاعلام الاردني ناصر جوده موقف الولاياتالمتحدة وبريطانيا بانه "تطور ايجابي" في اتجاه حل أزمة لوكربي. وفي الخرطوم، اعرب غازي صلاح الدين وزير الاعلام السوداني ل"رويترز" عن اعتقاده بأن الموقف الاميركي - البريطاني الجديد "نجاح عظيم" لليبيا.