السيد المحرر، اطلعت على التحليل الاخباري الذي نشرته "الحياة" في عددها الصادر في 1 آب اغسطس 1998. وأود إبداء الملاحظات الآتية. إن عقد بعض شخصيات محسوبة على قبائل الدارود الصومالية اجتماعات في مدينة جدوه في الشهور الماضية، تم بإلحاح وضغوط من قبل الحكومة الاثيوبية، بهدف نسف اتفاق السلام إعلان القاهرة، الذي توصلت اليه الأطراف الصومالية المتحاربة، ووقعه كل قادة الفصائل الصومالية المسلحة في القاهرة في كانون الأول ديسمبر الماضي، بعد جهود كبيرة بذلتها الديبلوماسية المصرية لحل القضية الصومالية. لتحقيق ذلك الهدف، استفردت اثيوبيا بزعامات قبلية من "الدارود"، مستغلة حال الانعزال التي تكتنفها منذ انهيار نظام سياد بري المتحدر من هذه القبائل، وهي التي تحالفت مع نظام حكمه كميليشيات مسلحة قاتلت ضد المعارضة الشعبية المسلحة في شمال الصومال أرض الصومال، ثم في الجنوب، قبل سقوطه، وهو ما اعتبره الداروديون هزيمة لهم، بعد فقدانهم كل امتيازاتهم في الحكم. وتظل اثيوبيا تتخذ مواقف سلبية من كل اتفاق يرمي الى تحقيق المصالحة الوطنية في الصومال، لتحول بذلك دون تمكن الصوماليين من استعادة كيان دولتهم الوطنية الموحدة، بدافع من هوس العداوات التاريخية المسيطر على عقلية المسؤولين الاثيوبيين، فأثيوبيا تصر على عدم تفهم تطلع الصوماليين الى توحدهم كأمة على تراب وطنهم، أي "الصومال الكبير" الذي لا يقتصر على مناطق شمال الصومال وجنوبه. ويلاحظ ان اثيوبيا تسعى الآن جاهدة لتنفيذ مخططاتها لتفكيك الصومال الى دويلات عشائرية متحاربة، تخضع، كلها، في نهاية المطاف، للهيمنة الحبشية. لكن، ولحسن الحظ، تنبهت شخصيات وطنية بارزة من قبائل الدارود، من أمثال الشيخ الجنرال محمد ابشر موسى - زعيم جبهة الخلاص الوطني، والأمير المحامي عبدالله بوقر موسى - للمخططات والمؤامرات الاثيوبية ضد وحدة الصومال، اثناء انعقاد مؤتمر مدينة جروه، ونددا بتدخل الحكومة الاثيوبية في شؤون الصومال، كما عارضا المنحى الانفصالي للمؤتمر، وأعلنا انهما لا يعترفان بدويلة "البونت" ولا بالرجل الذي أصرت اثيوبيا على تنصيبه رئيساً لهذه الدويلة، بعد ممارستها ضغوطاً كبيرة على المشاركين في المؤتمر. وتبين ان معظمهم لا ينتمون الى أي جزء من شرق الصومال، بل استقدموا من اثيوبيا ذاتها، بدليل ما ثبت من جهلهم باللغة الصومالية. ان من واجب كل وطني صومالي ان يشيد بمواقف الزعيمين الشيخ محمد ابشر موسى والأمير عبدالله بوقر موسى لتصديهما للمخططات الاثيوبية وتمسكهما بالوحدة الوطنية في الصومال وبمقررات اتفاق القاهرة للسلام في الصومال. - عضو الحركة الوطنية الصومالي