ظهرت أخيراً علامات التجزئة القبلية والعشائرية الى جانب التقسيم الجغرافي في الصومال للمرة الأولى في أعلى مراحلها، في شكل أربع دويلات لم يشهد هذا البلد مثلها حتى أيام الاستعمار البريطاني والايطالي والفرنسي. اذ أكد الزعيم الصومالي محمد سعيد جرسي، الملقب بپ"مورغان" زوج ابنة الرئيس الصومالي الراحل محمد سياد بري لپ"الحياة" أمس في أديس ابابا انه سيباشر بدءاً من الاسبوع المقبل تشكيل حكومة تشمل مناطق جوبا السفلى والعليا، بما في ذلك كيسمايو في جنوبالصومال. فيما أكد الزعيم الصومالي حسن ابشر سفير سابق في بون اعلان "دولة بلاد البونت" وهو أحد الأسماء التي اشتهر بها الصومال عبر التاريخ في شمال شرقي البلاد، وذلك الى جانب "جمهورية أرض الصومال" المعلنة منذ ايار مايو 1991 في شمال الصومال. وبقيت العاصمة مقديشو وحدها ويتنافس على زعامتها ثلاثة من أمراء الحرب ينتمون الى قبيلة واحدة هم: علي مهدي محمد وحسين محمد فارح عيديد وعثمان حسن علي "عاتو". وقال مورغان، الذي يغادر الى كيسمايو السبت المقبل لپ"الحياة" ان قواته استطاعت الاثنين الماضي طرد 300 مسلح من قوات عيديد من مدينة كيسمايو، وذلك إثر معارك ضارية قتل فيها 15 مدنياً و28 مسلحاً من قوات عيديد وأسر 20 آخرون. واشار الى ان المعارك ما تزال مستمرة بين قوات "الجبهة الوطنية الصومالية" الموالية له ويتزعمها الجنرال آدن عبدالله نور غبيو، خارج كيسمايو. وأكد غبيو أنباء المعارك في بيان تلقت "الحياة" نسخة عنه امس، واتهم فيه مصر بإمداد عيديد بالسلاح للهجوم على كيسمايو وفرض عقد مؤتمر بيداوه للمصالحة. وكان 27 من حكماء وزعماء القبائل في أقاليم غروي ونوغال وقعوا أخيراً على مشروع اعلان دولتهم في شمال شرقي الصومال، وتشمل أقاليم صول وشمال سناج وغربها، وتوجدهر الجنوبية بوهودل وغرب كلجرود. كما قرروا عقد مؤتمرهم في مدينة غروي اقليم نوغال من 15 الى 30 أيار المقبل لإقرار الدستور بحضور 433 شخصاً يمثلون مناطق "بلاد البونت". وقال مورغان انه بعد اعلان دولته "جوبا السفلى والعليا" سينضم الى "دولة بلاد البونت" في اتحاد فيديرالي. وأضاف منتقداً مصر: "حاولوا عقد مؤتمر بيدواه ترعاه القاهرة الذي اقتصر على قبيلة واحدة واقصوا قبائل أساسية في البلاد، وقرروا سلفاً توزيع المناصب بينهم، وهو أمر حذرنا منه، لكنهم لم يلتفتوا الينا. وغابت عنهم حساسية التركيبة القبلية في البلاد". وكانت مصر استضافت مؤتمراً للمصالحة الصومالية نهاية العام الماضي انتهى بپ"إعلان القاهرة" الذي نصّ على انتخاب مجلس رئاسي من 13 عضواً يمثلون القبائل الأربع الرئيسية في الصومال 3 عن كل منها اضافة الى عضو واحد يمثل الاقليات القبلية. ونص الاعلان أيضاً على اختيار رئيس لمجلس الوزراء ومجلس للنواب من 189 عضواً. لكن مورغان قال ان هناك اتفاقاً آخر غير معلن يتم بموجبه تقاسم السلطة بين عيديد وعلي مهدي، وهما من قبيلة واحدة. وتقرر إثر ذلك عقد مؤتمر في مدينة بيداوه في شباط فبراير الماضي ثم تأجل الى آذار مارس الماضي، لكنه لم ينعقد أيضاً.