لم تفلح "الضربات ضد الارهاب" التي امر الرئيس الاميركي بيل كلينتون بتوجيهها في السودان وأفغانستان في تحويل الانظار عن فضيحة "مغامراته الجنسية" مع المتدربة السابقة مونيكا لوينسكي. وبدا ان الفضيحة اكتسبت زخماً جديداً امس في الاوساط السياسية في واشنطن التي تابعت باهتمام تسريبات عن تفاصيل العلاقة بدت احياناً "مثيرة للاشمئزاز"، حسبما نقلت مصادر اعلامية عن احد اعضاء الفريق القانوني الذي يتولى الدفاع عن كلينتون. وتداولت هذه الاوساط قصصاً قيل انها وردت في الشهادة التي ادلت بها مونيكا امام المحلفين الاسبوع الماضي، وروت فيها كيف نزلت عند طلب كلينتون ان "ترقص له عارية" في مكتبه في البيت الأبيض، عدا عن "الاحاديث الجنسية" التي تخللتها مكالمات هاتفية بينهما. وكان لافتاً ايضاً الكلام عن ان بعض هذه الممارسات حصلت في وقت كان كلينتون في ذروة انشغاله المفترض بشؤون عالمية اقلها لقاءاته بزعماء شرق اوسطيين لتحريك عملية السلام المتعثرة مطلع العام. وبات مراقبون في واشنطن مقتنعين بأن هذه العاصفة التي اثارتها الفضيحة وغذتها الفصول المثيرة التي تنشر احياناً على شبكة انترنت، لن تهدأ قبل ان يستكمل المحقق المستقل كينيث ستار تقريره النهائي عن الفضيحة في غضون اسبوعين او ثلاثة. ولم يكن مستغرباً ان يربط البعض بين الفضيحة الجنسية واعتراف كلينتون بها والضربات التي وجهت الى اهداف في السودان وأفغانستان الى درجة ان الرأي العام الاميركي بدا منقسماً بشأن صحة النظرية التي تعرف باسم "واغ ذي دوغ" وهي أصلاً فيلم سينمائي يروي كيف ان الرئيس عمد الى تحرك خارجي في محاولة للتعتيم على فضيحة جنسية داخلية. وأظهرت استطلاعات للرأي العام، بينها استطلاع اجرته صحيفة "نيويورك بوست" الاحد الماضي، ان انصار الرئيس الديموقراطيين وحدهم مقتنعون بأن الضربات الصاروخية جاءت "تحركاً ضد الارهاب. غير ان خصوم كلينتون الجمهوريين بدوا حريصين اكثر في تصريحاتهم الرسمية على "وضع مصلحة البلاد اولاً" حتى لا يظهروا كأنهم يحاولون استغلال الفضيحة لاطاحة الرئيس الديموقراطي. لذا شدد رئيس مجلس النواب نيوت غينغريتش بصفته الخصم الجمهوري الأساسي للرئيس ومنافسه الأول على المنصب، على ان أي تحرك سيتخذ في ضوء تقرير ستار سيكون بعيداً عن الصراعات بين الحزبين وسيراعي مصلحة البلاد واستقرارها. وجاء كلام غينغريتش في مقابلة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" امس وأكد فيها ان من المهم اثبات ان الرئيس وقع في "نمط من الجرائم وليس في زلة بشرية واحدة" كي يكون هناك مبرر للبدء في اجراءات عزله. كما شدد على وجوب ان تكون لدى ستار "حجة واضحة وطاغية" اذا طلب عزل الرئيس