أكدت الحكومة السودانية أمس تمسكها بطلبها ارسال بعثة لتقصي الحقائق في شأن الهجوم الأميركي على مصنع الشفاء للأدوية في الخرطوم في العشرين من آب اغسطس الماضي. وقال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه أمس ان بلاده ستتبع خطوات أخرى في حال رفض مجلس الأمن الموافقة على الطلب السوداني. وأوضح المسؤول السوداني ان الخطوات التي عناها تتمثل في طلب ارسال لجان لتقصي الحقائق من جهات أخرى مثل جامعة الدول العربية، ومنظمة الوحدة الافريقية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والمؤسسات التي تعمل في مجالات تصنيع الأدوية والأسلحة الكيماوية أو اللجوء الى محكمة العدل الدولية. وأعلن عثمان ان السودان لا يزال يرى ان المشكلة مع الادارة الأميركية يمكن حلها عن طريق الحوار بين البلدين. وقال ان المندوب الأميركي في الأممالمتحدة رحب بهذا الحوار. وقال ان وزارة الخارجية السودانية "قامت بدور ديبلوماسي في اجتماعات جامعة الدول العربية والجمعية العامة للأمم المتحدة ساهم في ايجاد رأي عام مساند للسودان". وقال "للمرة الأولى منذ سنوات عدة لم تشهد جلسات الأممالمتحدة هجوماً وتنديداً بالحكومة السودانية". وانتقد اسماعيل اريتريا وأوغندا بشدة وقال انهما رفضتا مساعي لمصالحتهما مع السودان بذلها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. ووصف الحكومة الأوغندية بأنها "تمثل رأس الرمح للمصالح الاستعمارية في القارة". وعن الحكومة الاريترية قال "أتمنى أن تستفيد من الحكمة اليمنية في حل المشاكل بالحوار والوسائل القانونية الدولية". ووصف علاقة السودان مع مصر بأنها "تمضي نحو الأفضل" وقال "نحن من جانبنا نود ذلك ونعلم انها لن تعود الى طبيعتها اليوم أو غداً لكنها تحتاج الى مزيد من الوقت". ونفى أن تكون الخرطوم تلقت طلباً مصرياً لتوسيع دائرة وساطة الهيئة الحكومية للتنمية ايغاد أو اشراك المعارضة السودانية الشمالية في مفاوضات السلام المقبلة. وقال ان الحكومة السودانية "لا تزال تقوِّم نتائج وساطة ايغاد". وأوضح ان بلاده وافقت على تمديد وقف اطلاق النار في منطقة بحر الغزال في الجنوب لأسباب انسانية، وتلبية لطلبات تلقتها من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والرئيس الكيني دانيال اراب موي ووزير الدولة في وزارة الخارجية الايطالية. وقال "وافقنا على تمديد وقف اطلاق النار على رغم علمنا بأن المتمردين يستغلونه لنقل المعارك من بحر الغزال الى الاستوائية كما حدث الشهر الماضي، ومطلع الشهر الجاري"