انهت المعارضة السودانية مساء امس اجتماعاتها في القاهرة بالتشديد على وحدتها وعزمها الاستمرار في النضال السياسي والعسكري حتى اسقاط النظام في الخرطوم. وشكلت المعارضة التي تعقد اجتماعاتها المقبلة في أسمرا لجنة رباعية تضم رئيس التجمع الوطني الديموقراطي زعيم الحزب الاتحادي السيد محمد عثمان الميرغني وزعيم حزب الامة رئيس الوزراء السابق السيد الصادق المهدي ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان الدكتور جون قرنق والناطق باسم "التجمع" فاروق ابو عيسى، وهم الاربعة الذين التقاهم الرئيس حسني مبارك في الاسكندرية الاربعاء الماضي. وطلب رئيس قوات "التحالف" العميد عبدالعزيز خالد ورئيس التحالف الفيديرالي احمد ابراهيم دريج ورئيس مؤتمر البيجا الامين شنقراي الانضمام الى اللجنة الرباعية، لكنهم أبلغوا أنه ينبغي اختيار أعضائها عبر التصويت، وهذا ما جرى. ولوحظ ان رئيس "الحركة الشعبية" لم يشارك في الجلسة الصباحية لاجتماعات هيئة القيادة التي عقدت في مبنى وزارة الزارعة المصرية. وعزا الامين العام ل "التجمع" السيد مبارك المهدي غيابه الى حضوره اجتماعاً استمر حتى الساعات الاولى من الصباح لانهاء الخلافات في مناطق التماس ما بين منطقة بحر الغزال ومنطقة غرب السودان. كما لوحظ ايضا ان الاجتماعات تمت وسط اجراءات امنية اكثر تشدداً بعد الاحداث التي سببها اعتصام السيدة فاطمة احمد ابراهيم عضو قيادة الحزب الشيوعي السوداني اول من امس امام المبنى. ورفضت السلطات الامنية المصرية اي وجود صحافي حوله، فيما فضلت السيدة ابراهيم البقاء في منزلها امس استجابة للاتصالات التي تلقتها من قياديين في المعارضة السودانية الذين اعتبروا ان موقفها يعطي الحكومة السودانية أوراقاً ضد المعارضة. وشارك في الاجتماعات امس، الى رئيس "التجمع" وزعيم حزب الامة وقائد قوات التحالف"، ممثلو الفصائل الاخرى عددهم 15 فصيلاً ومن الحركة الشعبية بقان اموم ومنصور خالد المستشار السياسي لقرنق. وأصدر المجتمعون بياناً ختامياً، بعدما الغوا المؤتمر الصحافي المقرر، أشادوا فيه "بدور مصر في حل قضية السودان ونصرتها للشعب السوداني". وتحدث عن "اهمية الدور المصري والعلاقات بين شعبي وادي النيل"، شاكراً الحكومة المصرية على استضافتها لاجتماعات المعارضة بما "يمثل ذلك دعماً لقضيتها في استعادة الديموقراطية والحريات السياسية في السودان الموحد". ورد البيان على ما تردد عن وجود خلافات بين صفوف المعارضة السودانية، واكد وحدتها والتزامها وكل القرارات التي اتخذها "التجمع" على الصعيدين السياسي والعسكري، مشدداً على "استمرار النضال ضد حكومة الخرطوم لاسقاطها"، وعلى "ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة المجاعة في جنوب السودان والتخفيف من اضرار الازمة التي يعانيها السودانيون في الشمال". وأعلن البيان نبذ الارهاب بكل صوره واشكاله، واكد إدانة المعارضة السودانية له، معرباً رغبتها في تحسين علاقات السودان بعد سقوط الحكومة الحالية مع كل دول الجوار و"فتح صفحة جديدة تطوي صفحة الانقلاب". وذكرت مصادر في المعارضة ان ثمة دعوة الى عقد مؤتمر مصالحة بين القبائل في مناطق التماس لإنهاء الخلافات بين القبائل العربية وقبيلة الدينكا التي ينتمي اليها الدكتور جون قرنق، لكن لم يتم تحديد أي موعد لهذا المؤتمر.