اكد نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام "ان العهد المقبل في لبنان سيشهد تغييراً جذرياً في نمط الأداء السياسي لجهة تفعيل عمل المؤسسات". ونقل وفد من "الجماعة الاسلامية"، برئاسة الأمين العام الشيخ فيصل مولوي وعضوية كل من النائب خالد ضاهر والنائب السابق اسعد هرموش الذي زار دمشق، عن خدام قوله "سيتم خلال العهد المقبل استكمال تطبيق بنود اتفاق الطائف وإصدار قانون انتخابات جديد ليس فيه استثناءات، واستمرار مسيرة الانماء والإعمار". وأشار البيان، الذي وزعته "الجماعة" بهذا الشأن الى "ان سورية تدعو الجميع الى تبريد الجو وإراحة الأعصاب والارتفاع الى مستوى المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها لبنان والمنطقة، وأن الأولوية هي لمواجهة العدو الصهيوني ومؤامراته". ولفت الى "ان سورية تنظر من خلال هذه الرؤية الى الاستحقاق الرئاسي المقبل، الذي لم تنضج بعد كل الظروف والإعتبارات المحددة لشخصية الرئيس العتيد فيه، ولن تنجح بالتالي الممارسات السياسية الحاصلة في تغليب موازين على اخرى". ودعا خدام كل افرقاء الحكم الى "دراسة علمية هادئة لقضية سلسلة الرتب والرواتب وعدم المجازفة بقرارات قد ترتد سلباً، وخصوصاً على الذين وضعت من اجلهم، عبر اختلال سعر الصرف وازدياد مؤشرات التضخم، الامر الذي يستدعي تعاون كل السلطات من اجل انقاذ هذه السلسلة لأهميتها الاقتصادية والاجتماعية". وأكد على "موقف سورية الثابت بدعم لبنان للخروج من آثار الأحداث الماضية عبر ترسيخ السلم الاهلي وإطلاق ورشة بناء المؤسسات والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي". وكان وفد "الجماعة" وضع خدام في "اجواء القلق التي يعيشها اللبنانيون من جراء التردي الحاصل في الأداء السياسي المتمثل بالمهاترات والسجالات، الأمر الذي اظهر بعداً متمادياً عن مفهوم دولة المؤسسات والذي جاء ليفاقم الازمة الاقتصادية الاجتماعية اضافة الى التحدي الكبير في عدوانية الاحتلال الصهيوني - وعملائه". من جهته، نقل رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النائب علي الخليل عن خدام "ان القيادة السورية على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين ولا تتدخل في الخلافات والسجالات الداخلية، وأن هناك فرقاً بين دقة تصريح يصدر عنه مباشرة وما يمكن ان ينقل عنه او ينسب اليه". وأضاف "ان القيادة السورية هي مع التوافق بين اهل الحكم ومع الوفاق الوطني الذي يعتبر الركيزة الاساسية للتمكن من مواجهة التحديات المصيرية والوطنية". وكان الخليل زار خدام ثم الامين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي عبدالله الاحمر. ومن زوار خدام ايضاً رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الطوارئ علي قانصوه ورئيس المجلس الأعلى عصام المحايري. وأفاد بيان للحزب ان البحث تناول "مخطط الاستيطان المتواصل في فلسطين والجولان، والعدوان الدائم على لبنان بالغارات والقصف وإقامة شبكات التخريب والتجسس لضرب مسيرة السلم الأهلي والوفاق الوطني اضافة الى خطر التحالف التركي - الاسرائيلي وآثاره المقلقة على المستوى القومي". وأكد البيان "ان الرأي كان متفقاً على ضرورة تعزيز مسيرة بناء الدولة في لبنان وتماسك المؤسسات وتصليب مسيرة الوفاق الداخلي لتفشيل اهداف العدو المعلنة ضد لبنان، وحال الصمود القومي التي يمثلها لبنان في مقاومته ومشروع الدولة الناهضة لمسؤولياتها الوطنية، وسلامة الخط الذي تنتهجه الدولة ومؤسساتها في هذه المرحلة".