قوّم رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود ورئيس الحكومة سليم الحص، امس في قصر بعبدا، جلسات المجلس النيابي التي افضت الى منح الحكومة الثقة بغالبية 85 صوتاً وامتناع 31، والاجواء التي سادتها، لتنطلق في عملها وتترجم بيانها الوزاري. واتفقا على عقد جلسة لمجلس الوزراء صباح الاثنين المقبل لوضع خطة تنسيقية بين الوزارات وآلية عملها والتحضير لاجتماعات عمل لاحقة. وينتظر ان يبت المجلس تعيين قائد جديد للجيش يرجح ان يكون العميد ميشال سليمان اضافة الى المديرين العامين للامن العام وأمن الدولة وقوى الامن الداخلي والشواغر في التفتيش المركزية ومجلس الخدمة المدنية وديوان المحاسبة حيث سيعين قاضٍ بدلاً من الوزير سليمان طرابلسي. اما التعيينات في الادارات العامة الاخرى فليست على جدول الاعمال. وقال الحص ل"الحياة" انها "ما زالت قيد الدرس ولن تكون واسعة النطاق لأن الهدف منها ملء الشواغر تحديداً في المؤسسات الامنية وبعض الادارات". وأكد لحود امس امام وفد من تجمع رجال الاعمال اللبنانيين، برئاسة روجيه نسناس، "اهمية اللقاءات مع الهيئات الاقتصادية في اطار التشاور لرسم دور جديد للبنان الاقتصادي في المنطقة ومواجهة العصر الحاضر بالنسبة الى العولمة والشراكة وغيرهما". وأعلن دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وضرورة مساعدتها وايجاد الحوافز لها للعمل والانتاج والاستثمار". كذلك وعد لحود وفد نقابة خبراء المحاسبة برئاسة موفق اليافي، "باعتماد الحكومة مبدأ مراجعة حسابات المؤسسات العامة، من جانب مراقبي حسابات مستقلين لضمان شفافية الارقام الصادرة عنها، وهو الامر المعمول به في العالم العربي". وكان رئيس الجمهورية التقى رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين ونائبه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبدالامير قبلان ورئيس المحاكم الشرعية الجعفرية الشيخ حسن عواد. وأعلن شمس الدين دعمه للحود مشيداً بكفاياته وقدراته ومتمنياً ان يحقق ما يصبو اليه اللبنانيون. وأضاف ان "المهمات الوطنية في مجال الاستقرار السياسي وترسيخ الامن والانفراج الاقتصادي والتنمية والاصلاح الاداري هي ما يتطلع اليه المواطنون ويجب ان يتعاون الجميع على تحقيقه لأن الرئاسة والحكومة لن ينجحا من دون تعاون من مؤسسات المجتمع وسائر المواطنين. فاحترام الجميع للقوانين يحقق اقصى مقدار من النجاح بأقل مقدار من الاخطاء". ورأى ان "اجماع اللبنانيين على فخامة الرئيس يعبّر عن مدى الثقة به والآمال المعقودة على عهده لنقل لبنان الى مرحلة متقدمة في كل المجالات"، وان "تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي واعادة المهجرين الى مناطقهم وبيوتهم ورفع المستوى المعيشي لعامة الناس مع الاستمرار في عملية التنمية المتوازنة والثبات على التعاون والتنسيق مع سورية في كل المجالات وفي مقدمها مواجهة العدو الصهيوني هي الاولويات الكبرى في مسيرة لبنان نحو مرحلة جديدة من التقدم وترسيخ مشروع الدولة الواحدة والمجتمع الوطني الواحد". ومن زوار لحود وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضم رئيسه علي قانصوه ونائبه محمود عبدالخالق والنائبين أسعد حردان وغسان الاشقر. وقال مصدر في الحزب ل"الحياة" ان وفده بحث مع لحود في عدم تمثيل الاحزاب في الحكومة، فأكد رئيس الجمهورية ان "لا موقف مسبقاً من هذا الموضوع بل ان هذا المبدأ اعتمد نظراً الى الحاجة الى فريق عمل مصغر يتصدى للمشكلات الاقتصادية، فإذا تم تمثيل حزب واحد فستطالب الاحزاب الاخرى بتمثيلها فتتسع التشكيلة الحكومية". ورداً على استنكار وفد الحزب استبعاد الاحزاب بذريعة الهجوم عليها وعلى دورها من بعض الجهات وتأكيده ان الحزب قاتل من اجل مشروع الدولة واختلف مع حلفاء له من اجله، قال المصدر ان لحود وافق على هذا الكلام. وأوضح انه "ايد اعتبار الوفد ان الاحزاب خلاص للمجتمع لأن قيامها هو على انقاض مشروع الدويلات بسبب دورها التوحيدي". اما الحص فالتقى رئيس البعثة البابوية في العالم المونسنيور روبرت ستيرن، ورئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر الذي عرض واياه اعمال المجلس. وأكد في احتفال في قصر اليونيسكو لمؤسسة عبدالهادي الدبس اهتمام الحكومة بالجامعة اللبنانية ودعمها وتطويرها كما جاء في البيان الوزاري. وفي المواقف، قال السيد محمد حسين فضل الله "نحن في انتظار الخطوات العملية للحكومة في تنفيذ بيانها الوزاري من دون فرض ضرائب جديدة وتشجيع فرص العمل". وأضاف في خطبة الجمعة "لا بد من طمأنة الناس في موضوع الخصخصة الى ان الهرب من الارتهان في الديون لن يكون بارتهان المؤسسات التي قد تصبح شركات خارجية". وانتقد العماد ميشال عون مشاركة الدولة اللبنانية في احتفالات لمناسبة الذكرى الخمسين لإعلان حقوق الانسان، حاملاً على "اعلاميين يتلاعبون بالرأي العام"، وسفراء "يدافعون عن حقوق الانسان ويدعمون انظمة ديكتاتورية". واعتبر ان الاحتفالات الحقيقية "قام بها الشعب اللبناني"، في اشارة الى تحركات الطلاب الذين اوقف بينهم عدد من الموالين له. وقال ان "قسماً من اللبنانيين استنكر قمع الطلاب مع اسفه لمساواة سورية بإسرائيل في لبنان، لأنه يميز بين الاحتلالين" اللذين اعتبرهما "بعدين لمؤامرة واحدة". وأشاد حزب الوطنيين الاحرار ب"الاداء العلمي الحضاري" للحص في رده على الانتقادات الموجهة الى البيان الوزاري، ملاحظاً اختلاف اسلوبه عن اسلوب سلفه رفيق الحريري "الذي كان ينكر حق الآخرين في المناقشة او لا يولى ملاحظاتهم اهتماماً". ودعا الحكومة الى "العمل على قاعدة خطة مدروسة وبرنامج زمني محدد وآلية تتسم بالوضوح والشفافية"