تحول مهرجان أقامه الحزب السوري القومي الاجتماعي في الذكرى الستين لاعدام مؤسسه أنطون سعاده، إلى مناسبة سياسية للمعارضة التي شارك ممثلون عن أطرافها الرئيسيين، ملقين كلمات عبّرت عن تطلعاتها على غير صعيد وبخاصة الحكومي. واتخذ الاحتفال الذي أقيم في «فوروم دو بيروت» طابعاً رسمياً وشعبياً بمشاركة آلاف من مناصري الحزب الذين قدم الطلبة والأشبال منهم عرضاً قبل بدء الاحتفال، بينما مثل رئيس الجمهورية ميشال سليمان وزير الصحة محمد جواد خليفة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري النائب علي حسن خليل ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة وزير التنمية الادارية ابراهيم شمس الدين. وألقى كلمة حركة «أمل» النائب خليل الذي جدد «الحرص على تشكيل الحكومة ودعم الرئيس المكلف (سعد الحريري) في مهمته، ليس من أجل أثبات الحضور السياسي أو الحزبي في السلطة لفريق معين ولا لتسجيل النقاط على الأكثرية بعد الانتخابات، بل من أجل تأمين الشراكة الضامنة للجميع والتي تمطئنهم وتترجم المستعاد من الخطاب الايجابي السياسي بعد الانتخابات لدى الشركاء الأساسيين في الوطن، خطاب الوحدة والحوار والحرص والانفتاح والتركيز على مخاطر ما يجري في المنطقة والعالم من استهدافات ومواجهة التحديات بأوجهها كافة». وقال: «إننا نتطلع معاً الى تعزيز الوحدة الوطنية وبناء الدولة على مرتكزات الوفاق الوطني والشراكة الحقيقية، شراكة القرار والمسؤولية والتي تتأمن اليوم من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع اللبنانيين وتوحد خطابهم تجاه القضايا الاساسية والتحديات وتوظف اماكاناتهم وعلاقاتهم في خدمة استقرار النظام وتطوره ومعالجة تحدياته». وأشار إلى أن «بعض الأصوات التي تعيش هاجس السقوط، تستحضر خطاب التوتر لتبقى حاضرة في الساحة السياسية». ورأى أن «القوى السياسية على اختلافها معنية بمراجعة جديدة لخطابها الذي ساد في المرحلة الماضية، لجهة العلاقة مع الشقيقة سورية وقيادتها، العلاقة التي خدمت لبنان وساعدته ومقاومته على الصمود والانتصار، وأن يبادر الى كسر الجمود»، داعياً إلى «الخروج من حالة الفئوية والمذهبية والتوتر في العلاقات بين المواطنين». وألقى كلمة الأحزاب والقوى الوطنية رئيس حزب الاتحاد عبد الرحيم مراد الذي دعا إلى «الشروع في تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع عن اقتناع ومشاركة حقيقية، لا منة ولا تمنناً من أحد على أحد». واعتبر أن «الصراع القائم في لبنان مرتبط بالمواجهة الكبرى بين المشروع الاميركي ومشروع الممانعة والمقاومة». وألقى كلمة حزب الطاشناق أمينه العام هوفيك مختاريان، معتبراً أن «التشكيلة الحكومية التي سيقدمها الرئيس المكلف سعد الحريري، يجب أن تراعي خصوصية التركيبة اللبنانية بموازاة مراعاة الظروف الاقليمية، علماً أننا على يقين تام بأنه على مستوى هذه المسؤولية التي تفرض عليه استيعاب الجميع». وألقى كلمة «التيار الوطني الحر» النائب نبيل نقولا الذي أثنى على مسيرة سعادة، وقال: «روح انطون سعادة اليوم تتراءى لنا في كل موقف جريء وفي كل رأي حكيم وفي روح كل شهيد وفي كل جرح نازف على تراب الوطن». وأكد أن «لا وحدة من دون سيادة ولا سيادة من دون وحدة». وألقى كلمة «حزب الله» رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد فشدد على أن «التوافق اللبناني والشراكة الحقيقية في حكومة وحدة وطنية مزمع تشكيلها هما خطوة ضرورية لتحصين لبنان ضد مخاطر القوى المعادية واستهدافاتها». وأضاف: «في الوقت الذي نؤكد فيه اعتزازنا وتقديرنا لوحدة الموقف بين كل قوى المعارضة في لبنان والتمسك بالتفاهم الذي اصبح ضابط ايقاع بيننا وبين «التيار الوطني الحر» نرحب بكل خطوة باتجاه التهدئة والمراجعة للذات أياً يكن الذي يقوم بها»، داعياً الى «مزيد من الانفتاح الايجابي باتجاه التوافق بين كل القوى والاتجاهات اللبنانية». وقال: «إننا في «حزب الله» اذ نلتزم المرونة والتسامح في التعاطي بالشأن الداخلي ومع الجهات اللبنانية كافة، فاننا نلتزم ايضاً الحزم من دون لين والشدة في التعاطي مع كل تآمر أو عدوان يستهدف لبنان على مستوى الهوية والموقع والدور، وهي جميعها محددة وواضحة في ميثاق الوفاق الوطني». وأكد أن «لعبة الأمم لن تنال من المقاومة»، معتبراً أن «على المجتمع الدولي أن يمارس مسؤوليته في انهاء احتلال العدو الصهيوني للجزء اللبناني من بلدة الغجر ومزارع شعبا وتلال كفرشوبا». وختاماً القى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان كلمة، دعا فيها إلى تطبيق اتفاق الطائف. وقال: «أما الحكومات وما ادارك ما الحكومات، فينبغي أن تكون موضع ثقة المواطن وموضع استجابة لآماله وطموحاته، ويجب أن تكون خصوصاً في هذا الزمن، زمن الأزمات وتحديد الخيارات، حكومة وفاق وطني حقيقي، حكومة المشاركة الحقيقية الشاملة الفاعلة»، معتبراً أن «هذه الشراكة تسهم الى حد كبير في الخروج من الازمة وتوحيد المواجهة وتصليب الارادة واقفال الابواب التي يستفيد منها العدو الاسرائيلي».